الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

في ثلاثية الهوية والدور والانتماء

المصدر: النهار
Bookmark
في ثلاثية الهوية والدور والانتماء
في ثلاثية الهوية والدور والانتماء
A+ A-
طلال خواجة لا اظن ان احدا من السذاجة لدرجة الاعتقاد ان الدول، خصوصا الصغيرة منها تستطيع ان تعمل busniss as usual في عصر العولمة والانترنت والمصالح الكبرى التي تتحكم بها قوى دولية واقليمية قوية، فكيف بلبنان الذي يتمتع بميزات طبيعية وجغرافية وثقافية استثنائية، جعلته جاذبا لشتى انواع الفتوحات والغزوات منذ فجر التاريخ. لبنان الكبير، بحدوده الحالية والذي تأسس منذ مئة عام واختلف ساكنوه انذاك على طبيعته الدستورية والكيانية مع تفكك الخلافة العثمانية، استطاع ابناؤه انتزاع الاستقلال وراكموا له شرعية ودورا كبيرين، فساهم بتأسيس الجامعة العربية ولعب دورا ناشطا في مؤسسات الامم المتحدة، كما برز كثير من ابنائه في محافل ومواقع ومشاريع عربية ودولية مهمة.  والمفارقة ان اعطاب التأسيس ذات الطبيعة الطائفية والتي غالبت عامل المواطنة، لعبت دورا غير مباشر في حمايته من الديكتاتورية والانقلابات العسكرية التي سادت في سوريا والعراق ومصر ومعظم الدول العربية، خصوصا بعد نكبة فلسطين ونشوء الكيان الصهيوني. لكن لبنان المزدهر والمتقدم سرعان ما بدأ بتسديد فواتير الموقع والاعطاب البنيوية بعد هزيمة الانظمة الرسمية في ٦٧ وسطوع نجم العمل الفدائي الفلسطيني .  اقول مفارقة، لان سحق فرنسا بالتواطؤ مع بريطانيا للمملكة العربية السورية الوليدة بمشروع دستورها الفيدرالي ( سوريا، لبنان، فلسطين) الديموقراطي وغير الطائفي والذي صاغته نخبة ليبرالية، تعاونت مع الشيخ رشيد رضا الذي شكل جسرا بين المتنورين الاسلاميين والليبراليين العروبيين، ادى لوأد التجربة الديموقراطية الواعدة ومهد لنشوء الحركات الاسلامية المتطرفة والديكتاتوريات العسكرية الطاغية . لبناننا الذي تعاقدنا عليه بعد ان مر في كثير من المعموديات والفوالق، دخل الان في الفالق السياسي والكياني الأخطر، خصوصا ان العالم يشهد تحولات اقتصادية وجيوسياسية كبرى. واذ يعاد رسم اطر جديدة ومستجدة للصراعات الدولية، وفتح افاق لتسويات سياسية واتفاقات تجارية تعيد صياغة المصالح الدولية للاقطاب الكبار واللاعبين الاقليميين، فان منطقة الشرق الأوسط وامتداداته العربية ترسم الجانب الاكثر سخونة في المشهد الدولي، كما يدفع العالم العربي الواقع بين افكاك التماسيح الثلاثة، اسرائيل وايران وتركيا، الثمن الاكثر كلفة في الصراع. ولايحتاج المرء لكثير من العناء ليرى النظرة البانورامية الابوكاليبتية، خصوصا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم