صحافي لبناني مثلما دخلت كلمة "قبرصة" قاموس المفردات الجديدة لتعني إنشطار الدولة الى قسمين… هكذا دخلت كلمة "الصوملة" مفردات ذلك القاموس. وهي تعني تفكك الدولة الواحدة، وتحولها الى دويلات مشرذمة تعيش على القرصنة، وتمتهن ممارسات السلب والنهب! خلال الثورة اللبنانية التي إمتدت من سنة ١٩٧٥ الى سنة ١٩٨٩، طغت على هواجس السياسيين اللبنانيين كلمة "القبرصة" نظراً للدور الذي لعبه وزير الخارجية الاميركية هنري كيسنجر المُتهَم بتفكيك قبرص وتوزيع سيادتها بين الأتراك واليونانيين. قبل شهرين تقريباً، تبلغت دول الاتحاد الاوروبي، إضافة الى الولايات المتحدة، أن لبنان ينحدر تدريجياً الى أجواء "الصوملة"، الأمر الذي ينهي سلطة الدولة المركزية، ويدخل المواطنين واللاجئين في الفوضى المنظمة كالتي حدثت في جمهورية الصومال عقب إنهاء عهد سياد بري سنة ١٩٩١. منذ انهيار ذلك الحكم حاول زعماء المرحلة الانتقالية تأليف حكومة قادرة على إجراء انتخابات رئاسية بغرض تنصيب رئيس جديد قادر على ملء الفراغ. وبعد الاختبار فشلت تلك المحاولة ١٤ مرة. تماماً مثلما أخفق الرئيس ميشال عون في انتقاء رئيس حكومة أصيل، وبقي يعتمد على رئيس لتصريف الأعمال منذ أكثر من سبعة أشهر. والسبب أنه تجاهل المبادرة الفرنسية التي اتُّفِق عليها في قصر الصنوبر عبر شرط أساسي قوامه اعتماد حكومة اختصاصيين لا حكومة ممثلين للأحزاب والتيارات السياسية والمذهبية. وقد وافق الجميع على هذا الخيار بمن فيهم محمد رعد ممثل "حزب الله". الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أوحى في حينه بأن الحكومة الانتقالية المطلوب تشكيلها يجب ألا تتعدى مدة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول