تريدون وطنا حصنوا الجامعة اللبنانية أعيدوا اليها استقلاليتها
07-12-2021 | 00:00
المصدر: "النهار"
العميد البروفسور جان داود بات في خانة اليقين شكي المبرّر في صدقية علاقة أغلب أصحاب القرار في لبنان بالجامعة اللبنانية. وعوضا عن تفرّغها التام وانشغالها بصنع المستقبل والانصراف إلى الأبحاث ووضع الخطط والتطوير والارتقاء، نجد أساتذتها وطلابها وموظفيها ومدربيها مكرهين على الإضرابات من وقت لآخر حماية لهذا الصرح وتعزيزا لوجوده. ورغم مآسي الجحيم نرى جامعتنا اليوم منارة صامدة، وأؤكد بعين القلب والعقل أن أساتذتها يعملون وبمسؤولية عالية كما هم دائما، هذا هو حال كلية الطب والهندسة والصيدلة وطب الأسنان والزراعة، كليات كابر أهلها على الوجع وقدّموا العمل قابلين التضحيات، والكليات الأخرى بنواايا مماثلة وعزم مماثل عادت إلى التدريس. ومما لا شك فيه أن رئيس الجامعة لعب ويلعب دورا بمنتهى الحكمة والتميز بما يبلور بعض سمات روح القيادة النبيلة لديه، هو الذي دخل إلى الرئاسة وسط موج عات من المطالب المحقة في زمن صعب، وعنوان حركته يبقى: حماية الجامعة وطالباتها وطلابها وأساتذتها وموظفيها ومدربيها. ولكن، كيف ستُقابل إيجابية الرئيس والأساتذة والمعنيين ووقفة وزير التربية الراقية مع أحقية المطالب من قبل أهل القرار. يجب أن يعي أصحاب القرار أنّ حسن النوايا لدى أهل الجامعة نابع عن حس المسؤولية وليس إيمانا بمصداقية من في جحور لدغتهم مرّة ومرّتين ومرّات. وكي لا يكون هناك لدغة إضافيّة من جحر مموّه، يحتاج الأمر إلى مبادرة غير تقليدية. لا يجوز أن يترك من استوفى شروط الملاك خارجه، ولا من استوفي شروط التفرغ خارجه، ولا أن تبقى الرواتب وبدلات الساعة على ما هي. ولا يجوز أن يبقى التسويف على ما هو، فتفهّم الأساتذة لهذا التسويف لا يعني أن اللعبة غير مكشوفة. أحسموا أمركم: تريدون وطنا أحموا الجامعة، وتريدون جامعة أنصفوا أساتذتها وموظفيها ومدربيها وأعيدوا لها استقلاليتها الكاملة وقرارها بموجب القوانين. وإن كنتم لا تريدون الجامعة قولوها بصراحة وارحلوا. وإن كنتم عاجزين قولوها بصراحة وارحلوا. وإن كنتم تريدون فأثبتوا صفاء النية. وللمتسترين بفكرة أن البنك الدولي لا يريد إدخال المتفرغين إلى الملاك، ويطلب وقف التوظيف، نقول: لا يمكن ألا يكون البنك الدولي على علم بخطة النهوض والتنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة تحت مسمّى "أجندة 2030"، ولا يمكن أن يتجاهل البنك الدولي أن للجامعة اللبنانية دورا أساسيا في تحقيق كل الإنجازات المنشودة من أجندة 2030، فالجامعة اللبنانية تكافح الفقر عبر التعليم الجيد، هي التي خرّجت ما يقارب الربع مليون مواطن بنّاء، ومكافحة الفقر والتعليم الجيد هدفان...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول