حماس واستراتيجية المخاطر المحسوبة

عبير بشير - غزة نجحت مصر في جهودها بعدم تدهور الأوضاع في غزة مرة جديدة، والعودة إلى مسار التهدئة، وارتبط ذلك بشكل مباشر بإعادة فتح معبر رفح في كلا الاتجاهين بعد إغلاقه لبضعة أيام - والذي تم ربط القرار بعدم ارتياح مصري من تطورات الامور في غزة - وإعلان إسرائيل عن توسيع قائمة البضائع والمعدات والمواد المسموح بإدخالها إلى غزة، لصالح المشاريع المدنية الدولية والقطاع الخاص عبر معبر كرم أبو سالم.، وكذلك زيادة عدد تصاريح العمال الغزيين إلى ألف تصريح إضافي. وتشير تطورات الأيام الأخيرة منذ إطلاق القذيفة الصاروخية قبل نحو ثلاثة أسابيع، وعودة إطلاق البالونات الحارقة، والإرباك الليلي والمسيرات الاحتجاجية على حدود غزة، والذي تزامن مع إصابة جندي إسرائيلي بجراح حرجة على حدود غزة، في المهرجان الذي أقامته الفصائل في محور ملكة على الحدود الشرقية لمدينة غزة، لمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لحرق المسجد الأقصى. وكذلك رد إسرائيل المحدود بقصف مواقع حماس في القطاع، كلها تعبر إلى درجة كبيرة عن طابع الصراع الراهن بين "إسرائيل" وحماس بعد عملية "سيف القدس “. لقد حملت إصابة الجندي الإسرائيلي في المهرجان، رسائل ساخنة لإسرائيل، وللوسطاء وبخاصة مصر، لدفعها نحو مزيد من الضغط على حكومة بينيت، بعد أن انتهت المهلة التي أعطتها الفصائل من أجل تحريك الأوضاع الخاصة بملفات غزة....