كتبتُ كتابا جديدا بحجم كتيِّب من سبعين صفحة جوهره هو ما آل إليه موقفي العصبي أي خليط مشاعري و قعر مواقفي ضد الانتماء بمعناه العميق الذي تولّد وأنا أدخل في السبعينات من عمري كأنه وعيٌ مولود بعد اختمار. نعم ضد الانتماء في عالم تأخذك وتأخذني وتأخذنا فيه الانتماءات الوطنية والدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية إلى سفك لايقف عند حد من الدماء والضحايا بل يطال المستقبل ويسلخ من جلده وجلد أجياله. هو الموت اليومي الذي يصبح فيه البقاء على قيد الحياة فرضية يومية حين تعيش وأعيش ونعيش في مجتمعات ودول منهارة .لقد وجدتُ نفسي مدفوعاً إلى الشِّعر. ولم أذهب إلى الكتابة السياسية في موضوع سياسي ظاهراً..لماذا؟ لا أعرف بل لا أعرف تماماً. ربمابل الأكيد أن الانتماء في الأساس موضوع وجودي حساس. وعندها يصبح الشِّعر سيد الأبالسة في رقصتهم الوحشية. هكذا خضت غماركتابة قصيدة مبنية على ال "ليس" مسبوقةً بال "هو" فيبدأ كل مقطع ويستمر قائما على نفي الهوية حتى لو كانت عاطفية. وتأخذ القصيدة- الكتيِّب إسم "هُو ليس" مع سطر ثانٍ : "قصيدة في نفي الشاعر والجماعة" أي الفرد والجماعات - الجماعة.أردت أن أقول في أرذل العمر هذا أنني لست منتميا وأن أقول ذلك وأنا أسبح في برك الدم و أغرق في مستنقعات اليأس القاحلة، أفكارًاوثقافةً ومشاعرَ وحماساتٍ وادعاءاتٍ وتزلفاتٍ مؤسَّسةً و مؤسِّسة. حتى اليأس.. قاحل. إنه "الوعي" حين نكتشف أنه سلسلة أوهام أقوى من الخرافات.هذه القصيدة هي موقف وخلاصة ضد...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول