فلسطين ليست وحدها

مهى يحيمديرة مركز مالكوم كير كارنيغي للشرق الأوسط شهدت المنطقة العربية خلال الشهور الماضية موجة تطبيع عربية غير مسبوقة مع الجانب الإسرائيلي، إذ تجاوزت ما رأيناه خلال فترة اتفاقات أوسلو ووادي عربة في تسعينات القرن الماضي، لا بل لم تكن مرتبطة على الاطلاق بأي تقدم في المفاوضات مع الجانب الفلسطيني. أوحت قافلة التطبيع العربية، مع سياسات إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، أن القضية الفلسطينية تبخرت، وطار معها الاهتمام العربي بها. لكن أحداث الشهور الماضية أظهرت العكس تماماً، إذ تفاعل الشارع والإعلام في العالم العربي بشكل واسع مع قضية ساكني حي الشيخ الجراح في القدس المحتلة، وأيضاً مع انتفاضة فلسطينيي ٤٨ والحرب الاسرائيلية على قطاع غزة. إلا أن هذا التفاعل العربي ليس استثناء. الواقع أن هناك تبدلاً في الرأي العام على مستوى العالم، وتحديداً في البلد الأهم بالنسبة لإسرائيل، أي الولايات المتحدة. وهذا التبدل بالإمكان لمسه على أكثر من مستوى، أكان في الحزب الديموقراطي الحاكم حالياً، أو بين الشباب اليهود الأميركيين، أو في أوساط النخب السياسية والحقوقية. في الحزب الديموقراطي، تبرز أصوات الشريحة التقدمية الناشطة في سبيل الحقوق المدنية للأقليات العرقية في الولايات المتحدة، إذ بات هناك من يُقارن بوضوح بين حقوق الأميركيين-الأفارقة والآسيويين من جهة، وبين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، من جهة ثانية. هذه المقارنة قد تضع القضية الفلسطينية في مصاف قضايا السياسة الخارجية التي تحمل بعداً محلياً، تماماً كما يحصل مع مسألة...