الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

اللقاح ضد كوفيد-19: مقاربة أخلاقيّة؟

المصدر: النهار
Bookmark
لقاح كورونا يجوب العالم (أ ف ب).
لقاح كورونا يجوب العالم (أ ف ب).
A+ A-
 الخوري شربل شلالا مع انتهاء بعض المختبرات من إنتاج اللّقاحات ضد كوفيد 19 والبدء بإعطائها في عدد من الدول، شكّك البعض بنسبة فعاليّتها وظهرت موجات احتجاج تندّد باستعمال الباحثين، خلال مراحل البحث والإنتاج، لخلايا جذعيّة مأخوذة من أجنّة مجهضة في ستينيّات وسبعينيّات القرن الماضي. ممّا طرح بعض التساؤلات : هل يجب أن نقبل باللّقاح ؟ هل نحن نشارك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بفعل مناف للأخلاق ؟ ماذا تقول الكنيسة الكاثوليكيّة بهذا الخصوص ؟  صدرت مدوّنة عن مجمع عقيدة الإيمان (17 كانون الأول 2020)، لا تحكم فيها على فعاليّة اللّقاحات، لأنّ التقييم العلمي من مسؤوليّة الباحثين ووكالات الأدوية، إنّما تنظر في الجوانب الأخلاقيّة لاستخدام هذا اللّقاحات الذي تمّ تطويرها من خلال سلالات خلويّة مشتقّة من خلايا جذعيّة تمّ الحصول عليها من أجنة مجهضة. هذه الخلايا الجذعيّة، غير المتمايزة، هي بمثابة خلايا خام تتولّد منها جميع الخلايا ذات الوظائف المتخصّصة ويمكن أن تسهم في إعادة بناء أنسجة الجسم البشري وأعضائه، عبر توجيهها من خلال تقنيّات أخرى. تشجّع الكنيسة الكاثوليكيّة المؤمنين على تلقّي اللّقاح ضد كوفيد 19، التي تأكّدت فعاليّته، ولو استُعملت، خلال الأبحاث والتجارب، سلالات خلويّة مستخرجة من أجنّة مجهضة. يتمّ إنتاج العديد من اللّقاحات بهذه الطريقة، فتجرى، خلال عمليّة تطويرها، التجارب على خلايا مستنسخة نمت داخل المختبر وهي من سلالة الخلايا الجنينيّة (ليست خلايا الأجنّة المجهضة نفسها). من ثمّ، يمرّ اللّقاح بعملية تنقية قبل الحصول على المنتج النهائي وهو خال من أيّة خلايا جنينيّة. فاللّقاح يحتوي على الفيروس لا على الخليّة المستنسخة التي استخدمت خلال التجارب. لا شك، من الضروري تشجيع الباحثين على استعمال سلالات خلويّة مستخرجة من بالغ أو من حيوان. وإذا كانت المختبرات تفضّل إستعمال السلالات الآتية من الأجنّة، لأنّها أقلّ كلفة وأقل عرضة للإصابة بفيروس أو ببكتيريا، في حين أنّ السلالات الآتية من البالغين تشيخ بسرعة وتتوقف عن الإنقسام، فيمكن اللّجوء إلى خلايا الأجنّة المتوفين طبيعيّاً والتي وافق الأهل على إعطائها. يشدّد مجمع عقيدة الإيمان على ضرورة «إحترامُ جُثثِ الأجنَّةِ البشريةِ المُجهَضةِ إرادياً أو لاإرادياً كإحترامِنا لجثمانِ سائرِ الناس. فلا يُمكنُ تشويهُها أو تشريحُها إنْ لَم تتأكّد الوفاةُ ولَم يتم الحصولُ على موافقةِ الأهلِ أو الأم. يجبُ أيضاً مراعاةُ المَطلَب الأخلاقي الذي يقضي بعدَمِ وجودِ أي تواطئٍ في الإجهاضِ وتحاشي التعرُّض للعثرَة» (كرامة الشخص البشري عدد 35). يبقى الإجهاض بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية "من الجرائم التي لا يجوز لأي قانون بشري أن يدَّعي تشريعها. مثل...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم