الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

أيها اللبنانيون الأحرار: حيّ على الكفاح... على النضال!

المصدر: النهار
Bookmark
مبنى متضرر في بيروت ("النهار").
مبنى متضرر في بيروت ("النهار").
A+ A-
 عبد الرحمن عبد المولى الصلح في تقريرٍ نشرته الـbbc على نشرتها الرقميّة جاء أن المجلس الدانماركي للغة اختار، كعادته في كل عام، المفردة التي عبّرت عن مزاج الدانماركيين هذا العام. المُفردة هي " سامفونسين" والتي تمّ تعريفها بتغليب مصالح المجتمع على مصلحة الفرد. يضيف التقرير أنه عندما يتصرف الساسة على نحو لا يشوبه الفساد فأنّهم يوجّهون رسالة مفادها بأنّه من الممكن الوثوق بغالبيّة الناس. من هنا فإن الثقافة السائدة في الدانمارك تعزّز الثقة والإحساس بين الحكّام والمواطنين والذين يواجهون المحن والأزمات على قلب رجل واحد. والمواطن الدانماركي على يقين بأن الدولة تعمل لما فيه مصلحته. صحيح أنّه يدفع ضرائب مرتفعة لكنه يدرك أن تلك الضرائب تصبّ في مصلحته في النهاية فهو يضمن تعليماَ مجانيّاً لأولاده ورعاية صحية واستقرار مجتمعي إلخ... شعرتُ بفرح للدانماركيين وبالأسى لحالنا نحن اللبنانيين. الفرق بيننا وبينهم كالفرق بين الثّرى والثريّا ! فبدلاً من الثقة بين الحاكم والمواطن كما هو الحال في الدانمارك فعندنا العكس تماماً: غياب الثقة وشعور المواطن بأن هنالك من يخدعه ويخذله ويتحايل عليه، لا بل يسرق مدخّراته وينهب موارد الدولة. وفي حين أن المودّة تجمع بين المواطن الدانماركي وحكّامه فالقهر والتسلّط وغيرهما من اوصاف سيئة هي التي تتحكّم بالعلاقة بين المواطن والطبقة الحاكمة في لبنان. ولعلّ أبلغ من عبّر عن ذلك هو الشاعر وديع سعادة في صفحته الفايسبوكية (8 آب 2020) حين قال: " آه يا مسؤولي لبنان وزعماؤه لو كنتم جميعاً في مرفأ بيروت أثناء الانفجار كم فرحنا جميعاً...!!"  هل يُعقَل أننا بعد الكارثة التي حلّت بنا أثر انفجار المرفأ في 4 أب وقد مضى على ذلك أربعة اشهر أننا لا نزال من دون حكومة في حين أن البلد ينزف والناس تتألم وتشعر أن مستقبلها مجهول؟ لقد بات واضحاً أن الطبقة السياسية الحاكمة في واد والشعب في واد آخر وهذا إن دلّ على شيء فيدل على غياب الثقة واستبدالها بالكيدية والفئويّة والمصالح الشخصية! أحد أقرب المقرّبين إلى مصطفى أديب قال لي بأن أديب أفاده بما يلي: " ماكرون هو الذي اختارني. أنا في مهمَة لن تزيد عن ستة أشهر ما فهمته أن الألمان سوف يتدبّرون أمر الكهرباء والتي تشكل الاستنزاف الأكبر لميزانية الدولة. الفرنسيون سوف يولون إعادة إعمار المرفأ كل اهتمام إضافة إلى رعايتهم لمؤتمر سيدر. قد لا نحصّل 11 مليار دولار ولكن أغلب الظن سنحصل على 4 إلى 5 مليار دولار. وسوف يتزامن كل ما سبق مع مباحثات صندوق النقد الدولي". بمعنى آخر، كانت الأمور واعدة. كنّا على وشك تلمّس بداية الخلاص!  لكن المفاجأة أن جهود أديب وماكرون ذهبت سُدى. قيل يومها أن من عرقل الموضوع ثنائي حزب الله - أمل (حبّذا إعتماد هذه التسمية بدلاً من الثنائي الشيعي. لعن الله الطائفية والمذهبية وأخواتهما....) ردّاً على العقوبات الأميركية على حسن خليل ويوسف فينيانوس. لكن، يبدو أن قدرنا أن لا نفرح! وكيف نفرح في حين أن رئيس الجمهورية يصرّح بأنّ جهنّم قد تكون مصيرنا!؟ ويبدو أنه لم يتبادر إلى ذهن العماد عون أننا حاليّاً في جهنّم وأن جهنّم الأخرى أقل قسوة ووطأة من جهنم الذي نعيش، فهناك يلتوي المرء بالنار لمرة واحدة ثم يلفظ انفاسه أما جهنّم الذي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم