الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بين أوهام التغيير بالانتخابات واستحالة التحرير بالبيانات

المصدر: "النهار"
Bookmark
ملصقات من الانتخابات النيابية اللبنانية 2018 (أ ف ب).
ملصقات من الانتخابات النيابية اللبنانية 2018 (أ ف ب).
A+ A-
طلال خواجة منذ بضعة ايام تلقيت دعوة من صديقة عزيزة للمشاركة في حوار عبر "الزوم" حول موضوع الانتخابات النيابية المقررة مبدئيا في ايار ٢٠٢٢. صاحبة الدعوة هي ناشطة طرابلسية معروفة، متعددة الاهتمامات المدنية والثقافية والنسائية، تعود معرفتي بها إلى ايام الزمن اليساري الرومانسي، فضلا عن اننا زملاء في الجامعة اللبنانية. للزميلة مصداقية نضالية عالية، اكتسبتها خلال سنوات الجمر الطرابلسية الأخيرة، والتي تقلبت خلالها الفيحاء على صفائح ساخنة. والحقيقة فان طرابلس ما فتئت تتقلب على صفائح ساخنة تتغير حرارتها صعودا وهبوطا منذ تأسيس لبنان الكبير. فالحاضرة الشمالية بدأت تخسر كثيرا من ميزاتها الاقتصادية والسياسية والثقافية لصالح بيروت التي نمت وصعدت على وتر التحولات الجيوسياسية الكبرى التي رافقت ضعف وتفكك الامبراطورية العثمانية وتكون الكيانات العربية بوصاية ومراقبة لصيقة من القوى الاستعمارية، خصوصا بريطانية وفرنسا.لن نستفيض في شرح الخصوصية الطرابلسية حتى لا نبتعد عن الهدف المرجو من المقال.يكفي ان نقول بانه ليس بسيطا ان يتعمد المرء نضاليا في مدينة دائمة القلق، متأرجحة بين الماضي والحاضر والمستقبل. فالمظلومية الطرابلسية رافقت نشوء الكيان وتراجع مكانة المدينة التاريخية، واضيف. اليها مظلومية سنية وعربية، على وقع حروب الخليج وعنف النظام الفئوي السوري والنظام الإسلامي الايراني واختراق وتدميرأو حصار وإضعاف معظم المدن والحواضر السنية العربية الواقعة بين افكاك التماسيح الإقليمية الثلاثة، اسرائيل وإيران وتركيا ومطارق الدول الكبرى. وللمفارقة فقد تعززت هذه المظلومية بعد ان تقدم اهالي المدينة الصفوف في الدفاع عن الكيان الوطني ضمن شعار لبنان أولا.ظهر هذا التقدم في انتفاضة الاستقلال الثاني التي أعقبت استشهاد الرئيس الحريري. وظهر في الحراكات المدنية والثقافية الواسعة التي خاضها الطرابلسيون لوقف جولات العنف بين الأهل في التبانة وبعل محسن وبقية الاحياء المهمشة في المدينة، والتي تفجرت مع تحرك زلزال الفالق السوري. وتعرضت طرابلس ايضا لتفجير ارهابي مزدوج اعد له النظام الفئوي في سوريا امام مسجدي التقوى والسلام.رفعت الحراكات الطرابلسية انذاك شعار عبور الدولة إلى طرابلس رغم سياسة الكيل بمكيالين التي لم تتوقف حتى خلال حكومة رئيسها واربعة وزراء منها. من المدينة والتي اتى بها "حزب الله بعد اسقاط حكومة سعد الحريري واستعراض القمصان السود. وظهر الاندفاع الطرابلسي في انتفاضة الغضب التشرينية التي نقترب من ذكراها الثانية والتي تحولت خلالها المدينة إلى ايقونة جاذبة للمنتفضين من كل مكان، قبل...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم