الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

في مواجهة فجور السلطة والمصارف ومافيات المال والاقتصاد: "ضرس العقل لا يغني عن الانياب"

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيرية
تعبيرية
A+ A-
طلال خواجة الجمعة ١٦ ايلول، كنت متوجها للقاء زملاء لي في مركز الابحاث العلمية التابع للجامعة اللبنانية والكائن في شارع المئتين في طرابلس. وهذا المركز هو احد المؤسسات التي تشعرنا بالامل رغم ما يعانيه من شح في الموارد والمحروقات، وصل لخطر تبديد اهم ثروة علمية ميكرو بيولوجية في لبنان، قبل ان ينجح القيمون على المركز في تأمين تجهيزه بالطاقة الشمسية. علما ان مختبراته لعبت دورا رئيسيا في الابحاث والتحاليل المخبرية ذات الصلة بوباء الكورونا وباوبئة أخرى أقل شهرة. اوقفني جاري ابو كريم العامل في بوتيك في وصلة شوارع عزمي/مار مارون/ المطران، فتبادلنا السلام اليومي المعتاد، الا انه حذرني من الذهاب الى فرع بلوم بنك المجاور، حيث يحتشد امامه عدد كبير من المودعين والمواطنين. وهولاء المتعبون تجمعوا للحصول على بضعة دولارات حسب تعاميم وارانب الحاكم رياض سلامة، عسى ان تخفف عنهم شظف العيش في الجهنم اللبناني الذي اوصلتهم اليه، سلطة مافيوزية فاسدة وفاجرة، يحميها او يخيفها و يستتبعها حزب مدجج بالسلاح والمال والايديولوجيا المستوردين بثمن التبعية المطلقة للدولة الموردة. ويبدو ان هذا الفرع النشيط والمرن نسبيا، قد خضع لترتيبات حماية معينة، بعد ان اقتحمت سالي ورفاقها قبل يومين فرع البلوم في السوديكو، في عملية مرتبة، اعطاها واقع شقيقتها المأساوي تعاطفا استثنائيا مضاعفا، محولا اياها الى بطلة، بالنظر الى الصورة الفائقة السلبية للمصارف. فهذه المصارف تتعامل مع الازمة المصرفية بعقلية الدكنجي، واداراتها تخضع للمودعين المحميين والمافيوزيين، بينما تتفنن بغرز الدبابيس في اجساد المودعين العاديين عوض محاورتهم والتعاون معهم لابتداع الحلول الممكنة، باعتبارهم الضلع الاساسي للقطاع المصرفي، والضغط سويا على السلطة المسيطرة والتي تريد شطب الودائع عمليا، وربما شطب معظم المصارف وتهجير المودعين واللبنانيين المحبطين . كان الوقت مبكرا، ولم يكن يوم الاقتحامات الطويل لبعض فروع المصارف قد بدأ. وهو ما تتواصل انعكاساته الكارثية على اللبنانيين، مودعين وغير مودعين. ذلك ان ادارات المصارف قامت كعادتها بتحميل المودعين نتائج هذه الاقتحامات فلجأت للاضراب اولا ومن ثم لإجراءات ادارية وامنية خاصة، مع انشغال اركان الدولة والسلطة بالتحاصص والتناتش و"بالقضايا الكبرى". هذه الإجراءات صعبت وعقدت معاملات المودعين، الفائقة الصعوبة والتعقيد أصلا، وستزيد من عذاب والام الشعب المقهور، خصوصا في فروع المناطق المهمشة والمستضعفة، كطرابلس وعكار(خزان الجيش والقوى الامنية)على سبيل المثال، حيث تستسهل ادارات المصارف تخفيف اعباء التشغيل، عبر اغلاق فروع وصرف مستخدمين، حتى ان احد المصارف الكبرى اغلق في طرابلس ثلاثة من اربعة فروع. ولنا ان نتخيل حجم الضغط الذي يتحمله باقي الموظفين...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم