الإنتخابات عاميّة تكتب وطناً

الدكتور جورج شبلي   في مواجهةٍ مأمولةٍ لسلطةٍ أنهكَتِ الوطنَ، في بَشَرِه وحَجَرِه، وسلَّمَت شرعيّتَها الى مشروعٍ يسعى لتحويلِ لبنان حالةً مسحوقةً تحتَ اجتياحِ غَزوٍ مشبوه، لا بدَّ من حركةٍ قياميّةٍ تنهضُ، باندفاع، لتكتبَ تحوّلاً في مسارِ الوطن. والحركةُ هذه، يمكنُ تلخيصُها بالإنتخابات التي يجبُ أن تُحشَدَ لها الطّاقاتُ، والإمكانيّات، وصولاً الى تدميرِ حيثيّةٍ حاكمةٍ موجودةٍ، لتقومَ على أنقاضِها بنيةٌ وطنيّةٌ، إستقلاليّة، تنتقلُ بالوطنِ من حالةِ الإنحطاط، وعصرِ الموت، الى نهضةٍ يستحقُّها لبنانُ وأهلُه.إنّ أيَّ بلدٍ يتآمرُ حاكموه على كيانِه، يتعرّضُ لهزّةٍ خطيرةٍ تطالُ وجودَه الحرَّ، ومستقبلَ أجيالِه، وهذا ما نشهدُهُ، بالذّات، عندَنا. فقد أخضعَ المسؤولون الوطنَ لتعذيبٍ همجيٍّ بدَت آثارُهُ على مساحةِ الأرضِ والناس، تمهيداً لقتلِهِ، وذلك بأسلوبِ التّدميرِ النَّمَطيِّ التّدريجي لأركانِ الدولة، وتَيئيسِ النّاس، وتدجينِ الأصواتِ النّافرةِ بالتّرهيب، وتحريضِ طوائفِ النّسيجِ الشّعبي بعضِهم على بعض، انتهاءً بالتّبشيرِ بفتنةٍ تطحنُ...