الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

فرنسا وخطيئة "الاستقلال"... رحماك يا "أمنا الحنون"!

المصدر: "النهار"
Bookmark
فرنسا (تعبيرية).
فرنسا (تعبيرية).
A+ A-
باريس- من رؤوف قبيسييا له من يوم مشؤوم، ذلك اليوم الواقع في 22 تشرين الثاني 1943.أخاطبك من باريس البهّية يا فرنسا، يا "أمنا الحنون". أقول لك ولأهلنا في لبنان، إن "الاستقلال" الذي نِلناه قبل 80 عاماً، وكنا، وما زلنا نحتفل به عاماً بعد عام، كان وبالاً علينا وخطيئة وفتنة كبرى. هل دار في خلدِك يوماً يا فرنسا، أن الزمن سيدور، وأن ما كنا نظنه استقلالاً، سوف يصبح طريقاً إلى العبودية؟! لست برغم ذلك، الوحيد الذي يريد أن يرى وطنه حراً سيداً ومستقلاً، ويطالب في الوقت نفسه، بعودة "المستعمر". أتراها مشيئتنا أم مشيئة الأقدار، أم هي الخيار الوحيد الذي لا مفر منه، فرضته علينا سفًلة من الحكام، جاءوا ليتحكموا بوليدِك من بعدك، ويسومونه شتى ألوان القهر والذل العذاب؟ يوم كان لبنان بين أحضانك، كان المواطنون من أبنائك يسمّونه جبل العطور، فأيُ عطر يفوح من أرجائه اليوم؟! كان" سويسرا الشرق"، "باريس المنطقة"، فأين ظلال الأمس من صور الحاضر القاتمة التي تملا الفراغات؟! أعرف أني، كما الكثيرين من أبناء جلدتي، مارسنا عليك فعل الخيانة، فاعذرينا. كنت صغيراً حين شاركت الجموع بالعيد، عيد خروجك من لبنان، هذا الذي صار اسمه في تاريخنا "الوطني" عيد "الاستقلال". اشعر الآن بالندم، وأقدم لك الاعتذار، وأتساءل: كيف لمن كان صبياً أن يستشرف المستقبل، وأن يكون حراً وحكيماً، وهو يُساق كالنعجة، مع ألوف الصبية والصبايا إلى رفع الرايات، من دون معرفة ما سيجيء به هذا "الاستقلال" الموهوم من آثام، ومن ظلم ذوي القربى؟! رحماك يا فرنسا، يا "أمنا الحنون". لبنانيون كُثُر تغنوا بأمجادك، منهم من كان ناشراً وأديباً (رشدي المعلوف)، وإذا هو يكتب ذات يوم: "اقولها من كل قلبي، فلتحيا فرنسا"، من بعده جاء الابن الوارث (رفيق المعلوف)، ليضيف طبقة جديدة إلى عمارة الثقافة التي تربطك بلبنان، وتربط لبنان بك.رحماك يا "أمنا الحنون". ساعدينا على التخلص من الذين قبضوا على صولجان الحكم من بعدك. بدّدي شملهم كما بدّدوا شملنا. ساعدينا على أن نستعيد أموالنا التي نهبوها وهرّبوها، ونستعيد الوطن الذي عفّروا جبينه، ومرّغوه في الوحل والتراب. لا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم