بين تعداد الأصوات وتعداد الصواريخ وسراح الوحوش
02-02-2021 | 00:00
المصدر: النهار
طلال خوجة تشكل قوانين الانتخابات النيابية الركيزة الاساسية من ركائز الانظمة السياسية، خصوصا التي تعتمد النظام البرلماني حيث ينتخب رئيس الدولة من أعضاء البرلمان. ذلك ان القانون الانتخابي يلعب الدور الرئيسي في تشكيل السلطة التشريعية، فضلا عن ان تشكيل الحكومة رئيسا ووزراء وبرنامجا يتطلب ثقة هذا المجلس. قلنا الدور الرئيسي وليس الوحيد، لأن العوامل الأخرى المؤثرة في العملية السياسية تتعلق بالطبيعة الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والقضائية والحقوقية والادارية للبلد المعني، كما تتعلق ايضا بالحياة السياسية الحزبية والنقابية والثقافية. ويلعب الواقع الجيوسياسي دورا اساسيا في الحياة السياسية لكل بلد، خصوصا مع التحولات الكبرى في التنافس والصراعات الدولية. ولبنان البلد الضئيل بمساحته وبسكانه شكل مختبرا صغيرا للتفاعلات السياسية والجيوسياسية.ومع أن الطائفية المتجذرة في الحياة السياسية والاجتماعية والادارية وفي الاحوال الشخصية، شكلت عائقا اساسيا امام بناء دولة المواطنة، فأن التنوع الطائفي لعب دورا غير مباشر في حماية الحريات وشكل حاجزا امام الاستبداد والانقلابات العسكرية، فضلا عن ان التنوع الانساني والبيئي والطبيعي ساهم في اغناء الحياة الاكاديمية والثقافية والاجتماعية، ما عزز الميزات الجاذبة للسياحة والخدمات. لقد شكلت قوانين الانتخاب ميدانا رئيسيا للمناورة وللصراع السياسي بين القوى السياسية التقليدية منذ الاستقلال، حتى ان سليمان فرنجية انتخب رئيسا بفارق صوت واحد عن منافسها الشهابي الياس سركيس. الا أن نادي البرلمان ظل عصيا على القوى والاحزاب اليسارية والعلمانية وحتى على بعض القوى المتنورة داخل الطوائف، ما ابقى ميدان فعلها الديمقراطي في الشارع. دفعت التطورات السياسية في لبنان والمنطقة قوى المعارضة الشعبية الى تشكيل حركة وطنية وصياغة برنامج مرحلي للتغيير الديمقراطي في البلد بقيادة احد اركان النظام السياسي الشهيد كمال جنبلاط، قبل ان يركب الجميع، لبنانيون وفلسطينيون وسوريون سنة ١٩٧٥مركب الحروب العبثية.شكل اتفاق الطائف الذي اوقف الحرب...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول