هل تنتقل الصين إلى معاداة أميركا نهائيّاً؟

يوم أعلنت الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة عن اتفاق تعاون اقتصادي وعسكري بينها وبين الصين قيمته الإجماليّة 400 مليار دولار تساءل الكثيرون من أخصامها بل أعدائها بالمنطقة والعالم إذا كانت قرّرت المضي قدماً في تحدّي الولايات المتّحدة ردّاً على سلبيّة رئيسها دونالد ترامب لها، التي عبَّر عنها بفرض عقوبات شديدة وكثيرة عليها، ولاحقاً في تحميلها مسؤوليّة انتشار "الكورونا فايروس" في بلاده بل في العالم كلِّه. وتساءلوا أيضاً إذا كانت للصين مصلحة في الظروف الدوليّة الراهنة في الذهاب بعيداً في مناكفة أميركا بل في الردّ عليها. وتساءلوا أخيراً إذا كانت إيران سارعت أو بالأحرى تسرَّعت في إعلان الاتفاق المذكور أعلاه رغبة منها في تطمين شعبها إلى أنّها ليست وحيدة في مواجهة غضب أميركا وعقوبات رئيسها، كما في تطمين الأخيرة إلى أنّ النظام الإسلامي الإيراني ليس وحده في العالم وهو قادر على الاستمرار في الصمود ولاحقاً على تغيير المعادلات الدوليّة – الإقليميّة ربّما. ذلك أنّ الصين "ليست حبّتين" كما يُقال. وإنّما هي دولة كبرى تسير بسرعة لا بتسرُّع على طريق التحوُّل دولة عظمى وإن بعد مدّة طويلة، وشريك نديَّة للولايات المتحّدة في زعامة العالم أو قيادته. علماً أن الدول الكبرى الحاليّة التي كانت عظمى في السابق فقدت الأمل في العودة إلى...