الأحد - 08 أيلول 2024
close menu

إعلان

طوفان الأقصى ونظرة مسيحيّي لبنان إلى علاقة أميركا بإسرائيل

المصدر: "النهار"
Bookmark
الدمار في غزة (أ ف ب).
الدمار في غزة (أ ف ب).
A+ A-
د. إلياس ب. باسيل*ينظُر معظم المسيحيين في لبنان إلى إسرائيل بريبة ولا يأْمَنونَها، ولكنَّ أَغلبهُم يعتقد أنَّ الولايات المتحدة الأميركية ستساندها دائماً وإلى أقصى درجة فتحميها من أعدائها مهما اشتدَّ ضغطُهم عليها. توافقُ أغلبية المُسلمين في لبنان أغلبية مسيحييه باعتقادها الخاطئ هذا بجوانبه الثلاثة كلّها، أي إنَّ الولايات المتحدة الأميركية تدعم إسرائيل دائماً بكل قوتها، وإسرائيل لذلك لا تُقهر، فالأجدى أن يحذرَها ويتجنّبها اللبنانيون من دون أن يُعادوها بالمُطلق. تُقابل تلك الأغلبية من اللبنانيين جميعاً أقليةٌ من مسيحيين ومُسلِمين يُعادون إسرائيل بالمُطلَق ويقاومونها بكلِّ قوتهم، وإن تفاوتت نسبتهم بين الطوائف.إذن، تبقى نظرة معظم اللبنانيين إلى إسرائيل، لا مسيحييه فقط، مبنيّةً على وهمٍ تُغَذّيه الأخيرة ومريدوها في الغرب والشرق بأنها تُسيطِر على الولايات المتحدة الأميركية والغرب عموماً، ممّا يحميها في كل الظروف ومَهْما اشتدَّت الأخطار، فضلاً عن قوتها العسكرية الذاتية الهائلة ومتانة ديموقراطيتها وتضامُن شعبها وغير ذلك من صنوفِ الدِعاية الإعلامية.بدأت ريبة أغلبية اللبنانيين من الصهيونيّة تتَتَبدّى في "مؤتمر الصلح" (١٩١٩) الذي تلى الحرب العالمية الأولى. حضرَ البطريرك الماروني الياس الحويك "مؤتمر فرساي" هذا ممثلاً اللبنانيين بتفويضاتٍ رسمية من مفتي طرابلس محمَّد الجِسر وغيرِه وبرفقةِ وفدٍ تمثَّلَت فيه طوائف لبنان الكُبرى. عارَض الحويك في فرساي مطالب الوفد الصهيوني بأن تكون حدود منطقة النفوذ البريطاني على الضفة الجنوبية لنهر الليطاني، ونَجَحَ في ذلك، إذ إثر وعد بلفور (١٩١٧)، كانت الحركة الصهيونية تتعجّل قيامة دولة لليهود في فلسطين واضعةً نُصْبَ أَعيُنها أن تتشاطأ الدولة العتيدة مع لبنان على نهرِ الليطاني لتستفيد من مياهه بموجب القانون الدولي. أُعلِن لبنان بعد حوالي سنة (١٩٢٠) بحدودِهِ الحاضرة فيما قُسِّمَت بقية "منطقة النفوذ" الفرنسي في سوريا الطبيعية إلى دويلاتٍ طائفيةٍ بعكسِ رغبةِ معظمِ أَهلِها. أمّا إسرائيل "فرُكِّبَت" في فلسطين بعد ذلك بما يزيد قليلاً عن ربعِ قرنٍ (١٩٤٨) ولكنها لم تستطِع أبداً أخذ مياه الليطاني بالقانون رغم محاولاتها العديدة، وبقيَت حدود لبنان راسخةً بهمّةِ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم