الأمم المتّحدة: راعية للسّلم أمْ أداة للسّيطرة والتّسلّط؟
14-11-2023 | 00:00
المصدر: "النهار"
بقلم: إيمان درنيقة الكمالي*لا يمكن لكلّ مَنْ في جسده قلب، وفي قلبِه ذرّة من الإنسانيّة، أنْ لا يتعاطفَ ويتأثّر، ويبكي ويتألّم من جرائم القتل، وسفكِ الدّماء، واستباحة الكرامة الإنسانيّة الّتي يتعرّض إليها أهل فلسطين على يد الكيان الصّهيوني الغاصب في قطاع غزّة.استباحةٌ تجاوزت الحدود، وتخطّت المحظورات، وتجاهلت القواعد الدّوليّة، وأمعنَت في ارتكاب أفظع المجازر، مستهدفةً المدنيّين بشكلٍ عام، والأطفال بشكلٍ خاص، ومرتكبةً جرائم الإبادة الجماعيّة والتّطهير العرقي. كلّ ذلك في ظلّ صمت رهيب ومروّع من القوى العظمى، والمنظمّة الأمميّة الأمّ الّتي من المفترض أنْ يكون هدفُها الأساسي الدّفاع عن الأمن والسلم الدّوليين. وهذا ما يدفعنا إلى أن نتساءل: "أين هي منظّمة الأمم المتّحدة من الجرائم الاسرائيليّة الارهابيّة الّتي تحدث اليوم على أرض غزّة؟"بدايةً، لا شكَّ أنّ الامم المتّحدة الّتي نشأت على أنقاض منظّمة عصبة الأمم، والّتي في الأساس تقوم على فكرة الأمن الجماعي، لم تستطع أنْ تحقّق طموح الإنسانيّة بعد الحرب العالميّة الثانية في أن تؤمّن احلال الأمن والسّلام، وتحقيق رفاهية الشّعوب، وذلك للأسباب عينها الّتي فشلت بسببها عصبة الأمم، والّتي تتمثّل بالسّياسة الاستقوائيّة والاستعماريّة الّتي كانت الدّول المستعمرة تنتهجها، واعتمادها ازدواجية المعايير، فمثلا، عندما شنّت ايطاليا حربا على ليبيا، لم تتحرّك عصبة الأمم لوقف هذه الحرب؛ بينما تدخّلت وأرسلت المساعدات والتّعويضات الماليّة عندما وقع الصّراع بين اليونان وبلغاريا. ورجوعا إلى ما يحدث في قطاع غزّة، نقول إذا كانت الجرائم الّتي ترتكب يوميا في فلسطين قد أعادتنا، في المقلب الأوّل، إلى مشهديّة مصارعة الوحوش البشريّة في العهد الروماني، وذلك لما أظهره العدوّ الصهيوني من همجيّة ووحشيّةً خرج بها عن طبقة الانسانيّة ، فهي في المقلب الثاني أثبتت، ولمرة جديدة، فشل الأمم المتحدة في القيام بالمهام الّتي يُفترض أنّها نذرت نفسها لأجلها، وهي المنظّمة التي ، وفق خطاب وزير خارجية فرنسا "دومينيك دي فيلبان" في مجلس الأمن عام 2003، تمثّل الشّعوب، وتتكلّم باسمهم، وترعى الأمن والسّلم الد...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول