الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

درب المثالثة... جُلجُلة لبنان؟

المصدر: النهار
Bookmark
درب المثالثة... جُلجُلة لبنان؟
درب المثالثة... جُلجُلة لبنان؟
A+ A-
د. سابا قيصر زريقمنذ أكثر من عقد ونصف، أي بعد انقضاء ما يناهز الـ 17 عاماً على إبرام الأطراف المتنازعة في لبنان "وثيقة الوفاق الوطني" في مدينة الطائف السعودية، والتي سارعوا لاهثين إلى إقرارها بقانون بعد أقل من شهر، نشرتُ مقالاً على صفحات هذه الصحيفة، أطلقت عليه عنوان "الطائف سقف وطني أم غطاء للحكام"، تناولت فيه، في ما تناولته، السبب الذي حدا بنظري بأرباب "الطائف" على إبرامها. وكنت، وما زلت، غير مقتنع بأن السبب المعلن، أي إيقاف الحرب الأهلية المدّمرة، كان فعلاً السبب الرئيسي وراءها. إتصل بي آنذاك نائب ووزير سابق، كان حاضراً ومشاركاً فاعلاً في الطائف، قائلاً "ربما كان من الأفضل لو أننا احتسينا فنجان قهوة قبل نشر مقالكم". فكان ردي أن حجب محاضر المداولات التي جرت في الطائف يبرر ليس فقط التكهنات، بل حتى اعتبار أن كل تكهن، وإن كان تنظيراً بحتاً، هو الحقيقة دون سواها.  تنازل المسيحيون في "الطائف"، بسبب تناحرهم الغبي، عن صلاحيات كانت قد أعطيت لهم منذ عشرات السنين. فخرجوا من "الطائف" محتفظين بعدد من نواب مجلس الشعب يوازي النصف، نزولاً من نسبة الـ 54،50% التي كانوا يتمتعون بها. فلو أن شركاءهم في الوطن لم يوقِفوا آنذاك "العدّ"، على حد قول الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لربما اندلعت حرب من نوع آخر، يتناتش فيها المسلمون ما يكون المسيحيون قد أرغموا على التنازل عنه. أولا يصح إذاً تفسير مقولة الرئيس الشهيد على أنه لو لم يوقَف "العدّ" لجاءت نتيجة "الطائف" مختلفة؟ أو لجاءت النسبة المذكورة أدنى من النصف؟  كُرِّست منذ ذلك اليوم، "ديموقراطية توافقية". كلمتان متناقضتان، تكره كل منهما الأخرى. ديموقراطية هجينة، عززتها محاصصة نتيجة "توافقات"، منها ما تم علانية، مثل إتفاق الدوحة، ومنها ما حُبِكَ وما زال يُحبَك "تحت الطاولة" كلما تواءم ظرف مصلحي مع ذلك. مما شكل...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم