ليس بين الشعوب العربية شعب مولع بالانتخابات النيابية كالشعب اللبناني .ولقد تنامت لديه هذه الحوافز النفسية بسبب الأنظمة الديكتاتورية التي طوّقت لبنان خلال انتشار الاشتراكيات الشيوعية والبعثية .وبدلاً من أن تبقى هذه الفكرة محصورة ضمن الحدود اللبنانية، فقد اقترح أمين عام الخارجية فؤاد الترك زيادة كلمة "المغتربون" بغرض إخضاع هذا القطاع الواسع الى مراقبة الدولة .وكان سفير لبنان في البرازيل فريد حبيب قد أجرى بواسطة المغتربين القدامى استفتاء صورياً رجّح وجود نحو من تسعة ملايين نسمة من أصول لبنانية .وقد خدم من بعده نجله وليم (السفير وأمين عام الخارجية)، الأمر الذي سهّل نشاط الخارجية وطرق المراجعات .التجربة الثانية لانتخاب المغتربين تمت يوم الأحد الماضي عبر ٤٨ دولة في العالم. ومع أن عدد المسجلين لا يزيد على ٢٣٣ ألف مغترب، إلا أن ما نقلته أكياس "دي. اتش. ال" الى بيروت لم تجمع أكثر من مئة ألف صوت .وقد تميزت عملية الانتخاب في القنصلية اللبنانية في دبي بزحمة غير مسبوقة، تخللها تدافع المتحمسين من الذين كانوا يهتفون "للتغيير… للتغيير… بدو يصير". والملفت في الأمر أن رجال الشرطة المسؤولون عن الأمن كانوا يحاولون فك الإشتباك، كلما ارتفعت حرارة الأجواء .تماماً مثلما حدث في ألمانيا، حيث حرص أنصار الأستاذ نبيه بري على التلويح باللوائح الموحدة أثناء اختراقهم الشوارع بسرعة، وإطلاق زمامير البهجة .تلك الانتخابات...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول