نبيلة عبيد لـ"النهار": السينما أثّرت في شخصيتي... والشباب يتحكّم في صناعتها الآن

 
تاريخ سينمائي حافل بشخصيات غير مكررة، وأفلام تُعدّ من علامات الفن المصري، أجبرت الكاتب محمود قاسم على أن يبحث في السينما عن نجمة من أهم نجمات الوسط الفني في مصر، وهي نبيلة عبيد، ليؤلّف كتاباً خاصاً عنها بعنوان "سينما نبيلة عبيد"... وعندما تطالع اسم الكتاب، سيخطر في بالك "الراقصة والسياسي"، "العذراء والشعر الأبيض"، "المرأة والساطور"، "الشيطان يعظ"، وغيرها من عشرات الأفلام التي تزيّن تاريخ السينما المصرية.
 
وكانت لـ"النهار" مقابلة خاصة مع الفنانة نبيلة عبيد استهلّتها عن هذا المشروع الثقافي السينمائي، فحدثتنا عنها موضحة أن فكرة الكتاب للكاتب محمود قاسم. في البداية استغربت من اسم الكتاب، وعند تواصله معها، شرح لها فكرته، وهي تناول الحياة السينمائية الخاصة بها، أكثر من 90 عملاً مميزاً قدمته للسينما، وكان لزاماً أن يتم توثيقها لمحبي السينما.
انحراف عن المسار ثم عودة قوية
 
أوضحت نبيلة عبيد في مقابلتها مع "النهار" أنها انحرفت عن مسار مستوى الأفلام المميزة التي قدمتها في بدايتها فاستلزم الأمر وقفة مع نفسها لتحديد ما هو المستوى الذي يجب ألا تعدل عنه فنانة بحجمها، فقرّرت ألا تقبل أي عمل سينمائي دون هذا المستوى، فمن هنا بدأت تختار القصة الجيدة، والمصور الجيد، وفريق العمل الذي يساعدها على إنتاج عمل سينمائي قوي يضيف لمشوارها الفني، فلم تعد تعتمد فقط على اختيار الشخصية التي تجسدها، ولكن أكدت لنا حرصها على دقتها في التفاصيل الخاصة بجميع محاور الفيلم السينمائي من أجل إنتاج عمل فني يليق باسمها وبمشوارها الفني الذي بدأته بفيلم "رابعة العدوية".

تعاون العمالقة... كُتاب ومخرجون يتألقون معها
 
بنبرة تملؤها الثقة والاعتزاز بأعمالها الفنية، أكدت نبيلة عبيد أنها حرصت في مشوارها السينمائي على البحث عن الروايات الجيدة، والتعاون مع كبار المخرجين، منهم المخرج الراحل أشرف فهمي الذي يعد واحداً من أهم مخرجي مصر، وتعاونت معه في مجموعة كبيرة من الأفلام المهمة لها منها "الراقصة والطبال"، "اغتيال مدرسة"، "الشيطان يعظ"، واعتبرت هذه الأمثلة من أهم الأفلام التي تعتز بها في تاريخها السينمائي.
 
"بدأتُ أبحث عن روايات جيدة والبداية كانت من عند إحسان عبدالقدوس"... هكذا كشفت نبيلة عبيد عن رحلة بحثها عن الروايات والقصص الجيدة التي كانت تختار أن تجسدها في أفلامها، فكانت البداية عند الراحل إحسان عبدالقدوس، وبالفعل استقرت على مجموعة من الروايات أولها "وسقطت في بحر العسل"، الذي أنتجته بنفسها وشاركها فيه محمود ياسين ونادية لطفي، ثم اختارت رواية "الشيطان يعظ" لنجيب محفوظ، عميد الأدب العربي، وغيرهم من كبار الكتاب. 
 
 
 
السينما قديماً وحديثاً في عيون نبيلة عبيد
 
سؤال يراود كثيرين، هل تختلف السينما المصرية في الماضي عما نراه حالياً؟ وما الفارق بينهما؟ فلم نجد خيراً من واحدة من أهم علامات السينما المصرية لتجيبنا، فترى نجمة الجماهير نبيلة عبيد، أن السينما المصرية في الفترات الماضية، تختلف تماماً عن سينما الحاضر، والسبب يعود لاختلاف الموضوعات التي يتم تناولها، ففي الماضي كان يتم اختيار وانتقاء الموضوعات والمحتوى الذي يُقدم للجمهور، أما اليوم فالشباب الذي يرتاد السينما أصبح يريد محتوى معيناً وهو "الأكشن" وأفلام العنف، وبالتالي تسعى شركات الإنتاج لجذب هذه الفئة من الجمهور، فتنتج المحتوى الذي يفضلونه، بغض النظر عن الرسائل والأهداف التربوية التي كان يجب أن يتلقاها هذا الجيل من خلال هذه الأعمال.
 
"السينما علمتني ثقافة اللبس والحوار والاستماع للموسيقى الجيدة"
 
كشفت نبيلة عبيد أنها كانت تحرص منذ صغرها على الذهاب لدور العرض السينمائية لمشاهدة الأفلام الجديدة، والمميز في تلك الأفلام التي كانت تشاهدها في مرحلة الشباب، فقد كانت تحمل ثقافات ورؤى هادفة، فتعلمت منها ثقافة اختيار الملابس، وانتقاء الموسيقى الجيدة لتسمعها، والحوار الجيد، ومن هنا أكدت نبيلة عبيد على دور السينما في حياة الشباب، فالأمر لا يقتصر من وجهة نظرها على الربح المادي، بل أن تكون هناك رسائل تربوية أخرى تبث للشباب ضمن المحتوى الذي يذهبون بإرادتهم لرؤيته.
 
رفض تام لتجسيد سيرتها الذاتية
 
عند سؤالنا لنبيلة عبيد عن الفنانة التي ترشحها لتجسيد سيرتها الذاتية في عمل فني سواء كان مسلسلاً أو فيلماً، رفضت بشدة أن يتم تجسيد سيرتها في أي عمل مهما كان نوعه، وذلك بسبب الأعمال التي شاهدتها وتم من خلالها تجسيد سير ذاتية لنجوم كبار، فقرّرت ألا يتم تكرار هذه التجربة معها.
 
"متابِعة جيدة لنجمات السينما... وغادة عادل ومني زكي ورانيا يوسف الأفضل"
 
أكدت نبيلة عبيد متابعتها الجيدة لنجمات السينما الحالية. وعن الفنانات اللاتي تفضل متابعتهن لم تحدد اسماً معيناً، لكنها ترى أنها تشاهد الفيلم السينمائي أيا كانت بطلته، فتلاحظ الأداء الجيد للشخصية والحضور القوي على الشاشة، من هنا تبدي إعجابها ببطلة العمل، وفي نهاية حديثها أكدت أنها تتابع رانيا يوسف، منى زكي، غادة عادل، وغادة عبدالرازق، مبدية إعجابها بأدائهن السينمائي.
 
 
 
"دعوات التظاهر في مصر جريمة... ومن يدعو لها مُرتشٍ"
 
بنبرة حادة، تحدثت الفنانة نبيلة عبيد، معلنة من خلالها رفضها التام لدعوات التظاهر التي خرجت أخيراً من أجل قلب نظام الحكم ومطالبة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالرحيل، مؤكدة أن هذه الدعوات ما هي إلا جريمة في حق مصر، ومن يطالب بها "مرتشٍ" وينفّذ أجندات خارجية، وليس كل من تحدث للمواطنين يُعد بطلاً قومياً، فهي ترى من وجهة نظرها أنها دعوات تخريب وليس تظاهراً.
 
"السيسي يعمل لمصلحة مصر... وأعاد شعور الأمان لنا"
 
واستكملت الفنانة الكبيرة نبيلة عبيد، حديثها السياسي، موضحة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، يعمل جاهداً على إعادة الحياة لطبيعتها والنهوض بمصر واقتصادها، وأنه لم يخدع المواطنين وطالبهم بتحمل خطوات خطته للنهوض بالوطن.
 
وأعادت نبيلة عبيد، ذكريات ثورة الخامس والعشرين من يناير، وانتشار حالة الرعب والفوضى التي كانت تشهدها مصر، فهي الآن باتت تشعر بالأمان بعد أن كانت تخاف الخروج من المنزل بسبب انتشار أعمال العنف والتخريب والبلطجة.
 
 
"لبنان وطني الثاني... وبكيت بالدموع بسبب أحداثه"
 
وعن رأيها في الأوضاع المؤسفة التي يشهدها لبنان، حالياً، أعربت نبيلة عبيد عن أسفها لما يحدث في لبنان من انقسامات وأعمال تفجيرية، موضحة أنها بكت بالدموع، وكانت تطالب بالذهاب إلى مستشفيات لبنان لمساعدة المرضى، فهي تعتبر لبنان بلدها الثاني، وبدأت حياتها هناك، فكانت ولا تزال حزينة لما يحدث به.