الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مبادرة "الناس للناس" في مار مخايل الأحد... كمشة أمل لبيروت تحدّياً للموت

المصدر: "النهار"
جودي الأسمر
جودي الأسمر
ملصق المبادرة.
ملصق المبادرة.
A+ A-

على مسافة أربعة أيام من عيد الميلاد وأربعة أشهر من مأساة بيروت، تأتي مبادرة "من الناس للناس، سوا منرجع الأمل لبيروت" بكمشة أمل. حياة على الركام ومنه.

 

غداً الأحد صباحاً، وطوال النهار، ستعيش مار مخايل نبضاً جديداً. الشارع الذي كان في الماضي القريب مدفوناً في دماره، سيصبح شارعاً خالياً من السيارات، إفساحاً في المجال للناس للمشاركة بباقة فنية في الهواء الطلق، تجمع فنانين لبنانيين في الرسم والتمثيل وغيرهما من الفنون، فضلاً عن سوق للمأكولات على أنواعها، ونشاطات أخرى مجانية. تنظّم المبادرة كلّ من "بيروت مدينتي" بالتعاون مع جمعية "أحلى فوضى"، ومجموعة من سكان الرميل وأصحاب المحال في مار مخايل.

 

عن هذا النشاط، تشير عضوة مبادرة الرسامين "من بيروت" ندى صابر لـ"النهار"، إلى أنّه "انطلاقاً من إيماننا بأنّ السكان هم الأساس في عملية إعادة الاعمار، أردنا المساهمة في الحفاظ على السكان والقوى العاملة في الحي، بهدف إعادة إحيائه. ومن خلال هذا التضامن، ستساعد المبادرة عائلات وأصحاب مصالح لم يستطيعوا حتى اللحظة ترميم بيوتهم ومحالهم". 

 

تضامن فعلي يظهر في تقسيم الموارد التي سيجنيها النشاط، فـ"المحال التي فتحت أبوابها فتحت بالشارع، ستتبرع بـ50% من عائدات النشاط، لتساعد المحال التي لم تستطع أن تفتح من جديد. ويمنح هذا النهار فرصة للتبرع بهدايا للأولاد خلال العيد، ومساعدات نقدية للعائلات المتضررة من جريمة 4 آب". رصدت "من بيروت" بيوتا متضرّرة من الانفجار، ستستفيد من ريع المبيع، وما بقي من التبرعات ستجيّره جمعية "أحلى فوضى" لإعادة بناء الأحياء المتضرّرة.  

 

رسائل واضحة وغير حيادية في اختيار الموقع، أوضحتها عضوة اللجنة التنظيمية زينة كرم: "اخترنا مار مخايل بما أنه واحد من الأماكن الأكثر تضرراً، ولأنه يشكل رئة ثقافية وتجارية للمنطقة. أولويتنا تدور اليوم في الحفاظ على نبض الحي وخصائصه وسكانه في عملية متضامنة لإعادة الإعمار في ظل غياب الدولة. وحده التضامن يعيد الأمل للناس"، مع إشارة الى أنّ المبادرة ستتوسع وتطال أحياء جديدة في الأشهر المقبلة.

 

وتتوازى مع نشاطات تثقيفية وترفيهية للأولاد، مساحة للجولات والنقاش وورش العمل، أعدت تفاصيل برنامجها كالآتي:

- الساعة 11:00 صباحاً: نقاش مع ائتلاف إدارة النفايات حول الفرز والتسبيخ وإعادة التدوير

- الساعة  2:00: جولة في مار مخايل للتعرف على تاريخ المنطقة وتراثها

- الساعة 4:30: "الذاكرة الشفهية لمار مخايل"- أحاديث مع سكان الحي

- عند الـ5:30  مساحة نقاش حول سبل التغيير، على الصعيدين المحلي والوطني

- وختاماً عند الـ7:00  مساء، ستاند آب كوميدي مع جون أشقر.

 

ويقوم المعرض على مساهمات باقة من الفنانين اللبنانيين الشباب متعدّدي المشارب، هم نتالي أتاميان ، هيفاء خضر، ندى صابر، أندريه شامي، كارول سمعان، ريما الغريب، روعة بلطجي، نجوى حريق، كلود سابا، زاد بو فرحات، عارف منينمنه، طوني مخول، فابيان قسيس، باتريسيا مالك، نيللي فخري، روبي عيد، ندى بيلوني، أمل نجار، رندا تقي الدين، ريان عيد، سيمون مهنا، رولا سرور، آني سيربيكيان، داتيفيغ بربريان، سالبي سيفادجيان، نورا نزاريان، جنان شحود، جوستين تومي وريتا شاهينيان.

 

المعرض ينبض في قلب الأعياد التي تضعنا أمام خيارين: لملمة الجرح أو نبشه. يبدو أنّ تجفيف النزيف قرارٌ لا يزال يواصل جهوده لدى مجموعات شبابية عدّة ناشطة في بيروت، منذ ساعة الصفر لانفجار 4 آب. بعد انقضاء مدة زمنية طويلة في مقياس الكوارث، عرّت كل شرور السلطة، وفجاجة هذه الشرور، يبدو عنوان هذا النهار الجميل طافحاً بالخلاصات. وحدهم "الناس للناس" يستطيعون إعادة الروح لبيروت، والانتاجية لمحالها والبيت الدافئ لأهاليها ومساعدتهم على التعافي. الناس وحدهم سيحيون بيروت، حين يتّحدون "سوا" بوجه انقسامات جمة صنعت أساس البلاء.

 

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم