الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

"هوّيّة" لشارل خوري معرضًا في لندن: الثأر للون والحياة

المصدر: لندن - "النهار"
من أعمال شارل خوري.
من أعمال شارل خوري.
A+ A-
تقيم "غاليري ماري جوزيه"، لندن 16 فيكتوريا غروف، معرضًا يضمّ مجموعة من أعمال الفنّان شارل خوري الأخيرة تحت عنوان "هوّيّة" (ابتداءً من 15 الجاري)، حيث يبلغ الاحتفال بالشكل واللون غايته القصوى، ثأرًا للحياة، ودعوةً إلى الغبطة والحرّيّة.
 


معرضًا بعد معرض، ومرحلةً بعد مرحلة، تُعزّز لوحة شارل خوري تصميمها المنهجيّ القائم على مساءلة الجمال والجماليّة. تباعًا وتدريجًا، ثمّة في لوحته سفرٌ مزدوج، بالعين وبالحلم (الاحتلام!)، وبحثٌ عن العوالم والاحتمالات التي يمكن أنْ تنشأ عن اختبارات اللون الحارّ المبتهج، واشتقاقاته. في خضمّ هذا السفر، لا تكلّ اللوحة، ولا تضجر، من ذاتها الجامحة، التي ما إنْ تنتشي حتّى تُعاودها شهوتُها، في حركيّةٍ توحي برغبة الولادة (الجنس؟!) من جديد. كأنّ هناك سباقًا يريد التشكيل أنْ يفوز فيه، لئلّا يكون السطح (أو العمر) نهبًا للوجع والمرض والتشاؤم والسوداويّة واليأس والتأكّل والموت، في غمرة ما يعصف بالحياة، حياتنا، من انحطاطٍ وهول.
 



في لوحة شارل، إذًا، سفرٌ مزدوج، جوّانيّ وخارجيّ، مرئيّ وغير مرئيّ، معلن وغير معلن، ينطوي على تشبّثٍ دفين بإمكان اصطياد شكلٍ (لونيّ) ما، بل، وأيضًا، اصطياد لذّةٍ ما، لم تستطع الفرشاة (أو الريشة) أنْ تصطادهما في ما سبق من أعمال. هذا يفسّر الإلحاح، العفويّ والمقصود، النفسيّ والواعي، في الآن نفسه، على المراودة، التي هي عملٌ رغبويٌّ، وشهوانيّ، بامتياز.


هل تكون "هوّيّة" اللوحة لدى شارل خوري كامنةً في تحقيق - لذّة – اللون، من خلال الأشكال الهذيانيّة، الطفوليّة، المتراقصة، التي لا يعنيها أنْ تركن إلى بناءٍ منهجيّ، بل تسلس ذاتها للسجيّة شبه اللاواعية. وهي إذا كانت تذكّر بشيء، فربّما هي تذكّر باللعب المحفوف الذي يطالِب بفرحٍ مسروقٍ أو مغيَّب، يعتقد الفنان أنّ من مسؤوليّته الفنّيّة أنْ يستعيده، استرجاعًا لِما سُرِق منه ومن الحياة، وإحقاقًا لحقّ اللعب، وتجسيدًا للذّة الجمال ونشوة الجماليّة؟
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم