الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

تصميم "للجنّة أبواب عدّة" لعجلان غارم يفوز بـ"جائزة جميل": تحطيم الإسلاموفوبيا بالفنّ المعاصر (صور)

المصدر: "النهار"
تصميم "للجنّة أبواب عدّة" لعجلان غارم.
تصميم "للجنّة أبواب عدّة" لعجلان غارم.
A+ A-
فاز الفنان متعدّد الاختصاصات ومعلم الرياضيات المقيم في الرياض عجلان غارم بـ"جائزة جميل" بنسختها السادسة، الجائزة الرائدة عالمياً للفن والتصميم المعاصر المستلهم من التقاليد الإسلامية، عن عمله "للجنّة أبواب عدّة".

وتعليقاً على فوز الفنان بالجائزة التي تبلغ قيمتها 25 ألف جنيه إسترليني، خلال مراسم احتفال افتراضية عُقدت اليوم، أكّد مدير متحف "فيكتوريا وألبرت" في لندن ورئيس لجنة التحكيم تريسترام هنت أنّ "أعمال قائمة المرشحين حازت جميعها على إعجاب لجنة التحكيم لما تتميّز به من ابتكار وتنّوع وتفرّد في المواضيع التي ربطت بين ممارسات التصميم المعاصر والتقاليد الإسلامية".
 
 
وأشار هنت أنّ "عمل الفنان عجلان غارم يطرح خطاباً عالمياً عن تجربة المهاجر والظروف الإنسانية المشتركة، ويربطها بواقع سياق محلّي خاص". وأضاف: "تحتفي هذه النسخة من (جائزة جميل) بالتصميم المعاصر ويتميّز عمل الفنان بالابتكار في استخدام المواد والمساحة والقياس، وينجح في إزالة الغموض الذي يحيط بالمسجد لغير المسلمين، وإبداع تركيب فني كمساحة للتواصل الثقافي والمجتمعي".

من جانبها، أعربت المديرة التنفيذية لمؤسسة "فنّ جميل" أنطونيا كارفر عن سعادتها لمعاينة "حقبة جديدة لـ(جائزة جميل) التي تركّز هذا العام على التصميم المعاصر.
 
 
وأشارت كارفر إلى أنّ الجائزة "رحبّت من الشعر إلى السياسة بالتجارب الشخصية والسياسية كمحرّكين للتغيير، وقد قدم الفنانون لهذا العام أعمالاً جميلة تتعامل مع هذا الموضوع بشكل نقدي وعميق".
 
وأضافت: "نسعد بشراكتنا مع متحف فيكتوريا وألبرت، والتي هي امتداد للعمل الذي تقوم به مؤسسة (فن جميل) في المنطقة والعالم لتشجيع الحوار حول العلاقة بين الممارسات المعاصرة والحركات التاريخية. نحن فخورون للغاية بمساهمات جميع المتأهلين ونشكر بالأخص القيّمة الفنيّة لـ(برنامج جميل) راشيل ديدمان على جهودها المستمرة في إنتاج برنامج ديناميكي في المتحف. ونهنىء بالطبع عجلان غارم الذي يواصل عمله في إلهام الكثير وتشجيع الحوار النقدي".
 
 
يستكشف الفنان عجلان غارم من خلال أعماله الفنية كيفية فهم المجتمعات السعودية لثقافتها والتعبير عنها في ظلّ العولمة وتغيّرات ديناميات السيطرة والقوة. ويتخّذ عمله الفني التركيبي (للجنّة أبواب عدة، 2015) شكل المسجد التقليدي، إلّا أنه مصنوع من الأسلاك الحديدية المستخدمة عادةً لإقامة الأسوار لمنع اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين من الدخول.
 
في هذه المادة المستخدمة ما يثير الهلع والقلق لكنه في نفس الوقت يكشف هيكل العمل الشبكي عمّا في داخله ممّا يضفي الشفافية والانفتاح على هيكل المسجد. وتفرض هذه الشفافية نوعاً من أنواع التحدّي للقوى التي تستخدم الدين للسيطرة وتزيل كل عوامل الغموض التي تحيط بالصلاة الإسلامية لغير المسلمين، ممّا يؤدي بدوره إلى إزالة الخوف الذي يتمركز في جوهر الإسلاموفوبيا. يرحّب هيكل المسجد بالجميع، ويصاحب العمل التركيبي برنامج عام من التفعيلات التي تدعو الجميع للتجمع واللقاء.
 
وتمثّل هذه النسخة من "جائزة جميل" حقبة جديدة من خلال التركيز على إبراز أساليب التصميم المعاصر. وقد تم اختيار ثمانية مرشحين نهائيين للجائزة من بين أكثر من 400 مشروع، وهم: جلنار عديلي، هدية بدري، كالول داتا، فرح فياض، عجلان غارم، صوفيا كريم، جنى طرابلسي، وبشرى وقاص خان. ويجري عرض أعمالهم في معرض "جائزة جميل: من الشعر إلى السياسة" في متحف فيكتوريا وألبرت، من 18 أيلول إلى 28 تشرين الثاني 2021، قبل تنقل المعرض في جولة دولية. ويعرض العمل الفائز " للجنّة أبواب عدّة" من خلال مطبوعات فوتوغرافية كبيرة الحجم وعمل فيديو وإعادة تصور لقبة المسجد.
 
 
يضمّ المعرض أعمال المصممين الثمانية المختارين من الهند وإيران ولبنان وباكستان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة. ومن خلال الممارسات الفنية المتنوعة التي تشمل التصميم الغرافيكي والأزياء والطباعة والمنسوجات والمجسمات والفعاليات، تتفاعل الأعمال مع كل من الجانب الشخصي والجانب السياسي، وتطرح تفسيرات عن الماضي بطرق إبداعية ناقدة. وتتناول أعمال المعرض الأحداث العالمية والوقائع الحية، وموروثات اللغة والعمارة والِحرف.

وتضم لجنة تحكيم "جائزة جميل: من الشعر إلى السياسة"، والتي قامت باختيار قائمة المرشحين والفائزين بجائزة جميل كلاً من مدير متحف فيكتوريا وألبرت رئيس لجنة التحكيم الدكتور تريسترام هنت، الفنان العراقي مهدي مطشر، والمعمارية البنغالية مارينا تبسم، علاوة على الكاتبة وناقدة التصميم البريطانية أليس راوسثورن، والكاتب والباحث الإماراتي ومؤسس مؤسسة بارجيل للفنون سلطان سعود القاسمي.

جدير بالذكر أن الشراكة بين "فنّ جميل" ومتحف فيكتوريا وألبرت تعود إلى العام 2009. وخلال نسخها الخمس الماضية، تلقت جائزة جميل طلبات مشاركة من أكثر من ألف فنان من نحو 40 دولة، وعرضت أعمال 48 فنانًا ومصممًا، وقامت بجولة في 16 مقراً على مستوى العالم. وشكلت النسخ الخمس الأولى لجائزة جميل فهماً شاملاً للدور الذي يمكن أن تلعبه التقاليد الفنية الإسلامية في إلهام الفنون والتصميم. وفي الوقت الذي يسعى فيه متحف فيكتوريا وألبرت إلى تعزيز جوانب مختلفة من هذا المجال المزدهر، فإن "جائزة جميل: من الشعر إلى السياسة" هي أول جائزة مخصصة لمجال فني واحد. وقد تلقت هذه النسخة المشاركات من خلال دعوة مفتوحة، فضلاً عن نظام الترشيح التقليدي.

تتضمن برامج جميل في متحف فيكتوريا وألبرت حالياً برنامج زمالة جميل الافتتاحي الذي يدعو الفنانين نور الحاج وديمة سروجي وباباك جولكار لبدء حوارات الفنانين والأبحاث مع مقتنيات المتحف، في عام 2021- 2022. تشمل البرامج أيضاً مشروع خريطة بيروت، وهو مشروع تحريري في مدونة الـV&A الإلكترونية، يسلط فيه الضوء على مدينة بيروت من منظور الفنانين والكتّاب الذين يعيشون هناك، وخاصة عقب الإنفجار المدمّر في 4 آب. ويقام المشروع بالشراكة مع "المؤسسة العربية للصورة" في بيروت.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم