بعضُ خيبةٍ على هامش احتفال في بعلبك

محمد شرف جلسنا في مقهى في الهواء الطلق، أنا وبضعة أصدقاء بعلبكيين "قلباً وقالباً"، على بعد أمتار من الهياكل الرومانية المسمّاة زوراً "القلعة". لم نتقصّد الاجتماع مساءً بهدف الانوجاد في الجو الذي يمكن أن يحدثه احتفال مقرر خلف الجدران في الليلة نفسها، كانت نظمته لجنة المهرجانات، تحت عنوان Shine on Lebanon، كما وردت العبارة، من دون أن يتكرّم أحد بترجمتها إلى العربية.   الأجواء التي سبق ذكرها، والتي رافقت المهرجان عادة، وبدت خلالها المدينة كلّها كما في عرس، صارت من الماضي الذي لن يعود البتّة، إلاّ بفعل معجزة قد يجترحها عمالقة أو سحرة من عالم آخر. كان لقاؤنا نتيجة مصادفة أملتها حيثيات المكان الذي نقصده غالباً طمعاً بنسبة منخفضة من الضجيج، في ظل انعدام السكون الكامل، إلاّ في أعالي جرود المدينة. المعابد، أو ما بقي منها صامداً، المضاءة في الأفق، كانت هذه المرّة تشبه فعلاً قلعة حصينة. بدا وكأن الجدار الذي بناه الأمجد بهرام الأيوبي، ذات يوم من بداية القرن الثالث عشر،...