الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

قبلة على باب الجحيم ومعرض باريسي مشترك في متحفَي بيكاسو ورودان (صور)

المصدر: "النهار"
قبلة على باب الجحيم.
قبلة على باب الجحيم.
A+ A-
 
باريس- أوراس زيباوي
 
جديد باريس معرض بعنوان "بيكاسو، رودان" يقام في الوقت نفسه في متحفي كلٍّ من الفنانين، وهي المرة الأولى في فرنسا يجتمع فيها متحفان حول معرض واحد يشكل حدثا فنيا وثقافيا كبيرا.
 
يتضمن المعرض المزدوج عددا كبيرا من الأعمال الفنية لكل من بيكاسو ورودان، بينها منحوتات ولوحات زيتية ورسوم ومائيات وصور فوتوغرافية، بالإضافة الى مخطوطات ورسائل وغلف كتب، فضلا عن بعض الأعمال الفنية التي لها صلة بعالم الفنانين كمنحوتات فرعونية وافريقية، أهميتها انها تبين أنهما نهلا من مصادر وحضارات قديمة وحديثة ومتنوعة.
 
 
يلقي هذا المعرض الأضواء على تجربتين فنيتين رائدتين، هما من التجارب الأساسية التي شقت طريق الحداثة الغربية في الفن. وإذا كان نتاج بيكاسو ورودان يلتقي في حيز واحد ويبرز أعمالا تجمعها مواضيع مشتركة كالقبلة والمفكر وباب الجحيم المستوحى من الكاتب الإيطالي دانتي، فليس الهدف من وراء ذلك البحث عن تأثير ما، بل الكشف عن الأثر الذي تركه هذان الفنانان في تاريخ الفن والتحولات التي أحدثاها في الممارسات الفنية في زمنهما وانعكاسها على الأجيال المقبلة.
 
 
من خلال المعرض، يتبين المسار الفني لكل من رودان وبيكاسو، كما تظهر طريقة عملهما على الأشكال والمواد ومساعي التجديد المستمرة لدى الاثنين، في حركة إبداعية لا تهدأ، مع التركيز على أن لكلٍّ منهما رؤيته الخاصة وأسلوبه الخاص في تجسيد رؤاه. وهنا يتم التركيز على تعبيرية رودان وتكعيبية بيكاسو.
 
 
من الهواجس المشتركة للفنانين التي يبرزها المعرض، حضور المرأة القوي كموضوع في أعمالهما. من وجه المرأة عند رودان وتحمليه معاني إنسانية عميقة، ونحته لجسدها وفقا لإيحاءات إيروسية، الى وجوه بيكاسو في حالاتها التكعيبية والمجردة بالإضافة الى الأجساد وما تشي به من أبعاد حسية تأخذ أشكالا لا حصر لها.
 
 
يكشف المعرض أيضا أن رودان الذي اشتهر كنحات، أبدع أيضا كرسام ولم يكن الهدف من الرسم بالنسبة إليه التمهيد للنحت فقط بل كان إبداعا قائما بذاته، على ما تبيّنه الرسوم المعروضة. رسوم لها طابعها الخاص. خطوط رشيقة ومنسابة تأخذ مكانها سريعا على الصفحة البيضاء وتظهر المرأة فيها في وضعيات مختلفة. رسوم معبرة، متحركة، متأججة بأسلوبها الحر ومنفتحة على المطلق، وتضفي عليها الألوان المائية المتقشفة المزيد من الكثافة والتوهج.
 
 
لا بد من الإشارة أخيرا الى أن رودان وبيكاسو كانا شاهدين على عصرهما وهذا ما طالعنا في المعرض بوضوح من خلال عدد من الأعمال منها وخصوصا منحوتة "بورجوازيو مدينة كاليه" لرودان وهي تجسد رمز التضحية، وجدارية "غيرنيكا" لبيكاسو التي تختصر فصلا من فصول الحرب الأهلية الاسبانية وتصور عبثية الحروب وهمجيتها.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم