الفنان الإيراني محمود همداني لـ"النهار": "لقد غمرتني بيروت بترحيبها"

الكثير من الإلهام والكثير من الشعور يمكن لمسهما في رسومات الفنان الإيراني محمود همداني.
بدأ رحلته الفنية في تسعينيات القرن الماضي، فجال العالم برفقة فنه، انطلاقاً من إيران بلده الأم وصولاً إلى العالمية، ليلمع أسلوبه الفريد والبسيط وسط الألوان الصاخبة.
عُرضت أعماله في مختلف المتاحف العالمية كالمتحف البريطاني وصولاً إلى متحف "متروبوليتان" للفنون في نيويورك. واليوم، عرض همداني إبداعه في بيروت، في معرض "آرت اون 56"، الأسبوع الفائت.
شرح في حديث لـ"النهار" عن رحلة إلهامه، وعن علاقته ببيروت التي "غمرته بترحيب لم يشعر به من قبل".
 

سلسلة "requiem" ومعرض بيروت
 
في معرضه، الذي حمل اسم "fugues” في بيروت، كشف همداني عن أنّه قدّم ثلاثة أجزاء من سلسلة أعمال"requiem" الفنية التي حملت رؤيته الفنية.
ولفت إلى أنّه حاول خلق انسجام بين المكوّنات الرئيسية للّوحة، وذلك من خلال التغييرات الطفيفة التي يضيفُها إلى العنصر الأساسي، مركّزاً في المقام الأوّل على التكرار المنتظم والتنوّع في أشكال الرسم، ممّا يذكّرنا بأسلوب "منيماليست" الفنيّ.
 
 

ومن خلال الرسوم المتنوعة من حيث تعقيدها، شكليتها، تنوعها وتناسقها المستوحى من موسيقى العازف الألماني الشهير يوهان سباستيان باخ، يشارك همداني شعور الشرود والغرق في التساؤلات، لتسحر اللوحات أذهان الجمهور، ولتجعلك "تسرح بمخيلتك". ومن هنا راودته فكرة العنوان، "requiem"، التي تعني في اللغة العربية "قدّاس للأرواح".

وعن الأعمال المستوحاة من موسيقى باخ، لفت همداني إلى أنّ "هذه اللوحات انبثقت من دون أيّ تخطيط سابق، مضيفاً: "كنت استمع خلال هذه الفترة إلى باخ، وتغلغلت الموسيقى في داخلي، ثمّ ترجمت الموسيقى إلى فنّ، إذ إنّها بالنسبة لي لغة غريبة أترجمها في اللاوعي".
 


فن انطباعي
وعن إلهامه وشغفه الكامن بالفن، رأى همداني أنّه يسعى إلى البحث عن الجمال في أبسط أشكاله وأنواعه، وبأنقى صورة له، لذا يرسم ما - برأيه - يشبه ألحان الموسيقى الذي "تطبع" فيه.
 

يستطرد في الحديث: "بحسب الشاعر الإيراني سهراب سبهري فإنّ "الجمال هو التفسير الرومانسي للأشكال"، بالرغم من أنّ الجمال يختلف لدى كلّ فرد، لكنه يرتبط بشكل أو بآخر بعمل فني معيّن، أو بلوحة. وفي بعض الأحيان يكون عملي صلة الوصل لهذا الشعور"، وتابع: "كفنانين لا ننتظر الوحي لابتكار أعمال فنية فريدة، بل نبحث عن الإلهام في الأمور البسيطة، وحين أعمل أركز على عملية الابتكار، وأتخلّص من جميع الأفكار الأخرى".
 








 
 
نبذة عن فن محمود حمداني في سلسلة "requiem":