الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"رهائن" تنطلق: جرعة وعي لتحرير المرأة... زاهر قيس لـ"النهار": حركة مسرحية صُنعت في الشوف

المصدر: النهار
جودي الأسمر
جودي الأسمر
ملصق المسرحية.
ملصق المسرحية.
A+ A-


مساء الغد، سيرتدي مدرج نادي بتلون في الشوف حلّة المسرح في الهواء الطلق بانطباع تراجيدي، ليحتضن مسرحية "رهائن" من تنظيم وانتاج جمعية "سرمدى" في عرض لمدار ثلاثة أيام متتالية (11،12 و13 آب).

فكرة المسرحية

بداية من شعاره "تحرير أيّ مجتمع يبدأ من تحرير المرأة"، ليس من الصعب استشفاف الرسائل التي ينضح بها هذا العمل الفني: "أردنا تقديم جرعة وعي، ومشهديات من الحياة اليومية لتحثّ على إعادة نظر بمجتمعنا، بكل مجتمعاتنا المنطوية على نفسها والتي تختنق بموروثات وعادات وتقاليد مجحفة بحق المرأة "الرهينة". نحاول أن ندقّ ناقوس الخطر للأجيال الصاعدة، حتى لا تجد في الاستسلام للموروث راحة. علينا على الأخص ألا ننسى، مساهمة المرأة، بل ودورها الأهم في نقل هذا الموروث المسلّط ضدها من دون علمها. نحن لا نلوم المرأة، فهي المتضرر الأول. هدفنا مساندتها، من خلال تثبيت أنّ وعي المجتمع يبدأ من وعي المرأة التي تربي الأنثى والذكر وتطور المفاهيم داخل أسرتها وبالتالي المجتمع، فتؤسس لبنائه وصيرورته"، يقول لـ"النهار" مخرج المسرحية زاهر قيس، ومتطوع مؤسّس جمعية "سرمدى" عام 2018 مع كلّ من بسام بوذياب (إخراج وإعداد ممثل)، نانسي بوذياب (إذاعة وتلفزيون)، نور قيس (إذاعة وتلفزيون)، ورنيم ريمان (مسرح، إخراج وتمثيل).

وكانت فكرة "رهائن" ولدت خلال الحجر المنزلي الذي دفع قيس للإنتقال من العاصمة بيروت وعودته الى الشوف، فاختبر في الجبل متسعًا من الوقت والصفاء الذهني لتأمّل "يوميّات تمرّ مرور الكرام في حياتنا ولا نتوقف عندها ولا نرفضها. الزيجات المبكرة لا تزال ظاهرة "طبيعية" ومقبولة،ومعها تتداعى مشكلات مجتمعية. ربما كل مشكلاتنا".


أمّا عن بلورة السيناريو، فقد إتخذت عمليّة غير تقليدية صنعت أهمّ ميزات المسرحيّة فجعلتها "من المجتمع وإليه"، يشير المخرج إلى أنّه استقى المواقف والحوارات من جلسات وحوارات حرّة خاضها مع نساء ورجال وشبيبة من البيئة المحليّة، عكسوا خلالها مفاهيمهم الحقيقية حول مراحل حياة المرأة والمفاهيم التي تشرّبوها خلال تربيتها في إطار نظام أبويّ.

حوارات، تدريبات مكثّفة، تعبير بالصوت والجسد، مشاعر المسؤولية والمثابرة وتوثب النجاح، لا تزال معاشة حتى اللحظة الأخيرة من عرض المسرحيّة، بين 15 موهبة مشاركة في "رهائن"، تراوح أعمارهم بين 16 و35 سنة، وتشكّل هذه المجموعة جزءًا من كلّ، إنخرط وثابر برغم التحديات على مدار السنتين الأخيرتين في التّطوع لأجل المسرح، فأعدوا لاستخدامه وسيلة للتعبير عن مخاضات لبنان والمنطقة، متجاوزين الحواجز الماديّة التي تحول دون انتقالهم أو تنقلهم إلى العاصمة بيروت، حيث تتركز المؤسسات الثقافية والمتنفسات.

المسرح والمجتمع

يفضّل قيس عدم الخوض في أدبيات "الفن لأجل الفن" أو "المسرح الملتزم" التي "تجعل المفاهيم رماديّة"، فقد تشكّل المرأة قضيّة مسرحية "رهائن"، وقضايا اجتماعية مختلفة عالجتها مسرحية "إضراب حرامية" سنة 2019 وكلّلت بحضور ألفي شخص. على هذا المنوال ستتبدّل القضايا، لكن الثابت فيها هو قضيّة المسرح وتحريره من المركزية المناطقية، إذ يوضح:"تكمن قوة عملنا في إنشاء حركة مسرحية خارج بيروت. أنا ابن منطقة الشوف، حيث يوجد مسرح فخر الدين، إلا أن دوره تلاشى وأقفل أبوابه. كان يستفزني غياب المسرح وعروضه وثقافته. عام 2018، تواصلت مع خريجين من معهد الفنون والمسرح وأنشأنا معًا حركة مسرحية في منطقة الشوف انبثقت من جمعية "سرمدى"، ونجحنا خلال عام في استقطاب أكثر من 200 شخص من الهواة".

كأثر فوريّ، إختار أكثر من عشرة متدربين مع "سرمدى" كلية الفنون ليتخصّصوا فيها، وأسّست شابتان صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي تعنى بالتثقيف والتوعية المجتمعية. أحد الطلاب كتب فيلمًا طويلًا.  وقدّمت مجموعة "ستاند آب كوميدي" من تأليفها، في عرض هو الأول من نوعه في الشوف.

وتتمسّك "سرمدى" بسبب وجودها "اللاطائفي، اللاحزبي" في عمليّة صناعة رهائن، فـ"استطاعت المسرحية تغطية التكاليف التقنية من خلال نشاطات مرتبطة بالفن، حيث استقطبت خلال شهر ونصف الشهر 750 شخصًا شاركوا بالمشي في الطبيعة Hiking في منطقة الشوف، ومساهمات من سيدات يصنعن المؤن بدعم من برنامج "من المونة عم نعمل فن"، الذي يهدف الى تشجيع المزارعين وخلق فرص عمل للنساء. إشارة إلى أن عناصر العروضات من موسيقى وديكور وملابس وإضاءة وغيرها، يقدّمها متطوّعون من منطقة الشوف، مما يرفع نسبة الوعي لأهمية الفن المسرحي وتأثيره بالمجتمع ويخلق متنفّسًا للسكان المحلّيين وكل شخص يزور الشوف".

ويقدّم المركز على مدار العام، مساحة مجانية للقراءة والدراسة وتجمّعًا للطلاب ومركزًا لزراعة الاعشاب وتقطيرها في الحديقة الأمامية، وتدريب الأطفال على الأعمال اليدويّة، بهدف تخفيف سطوة الألعاب الإكترونية ودمجهم بالمجتمع المحيط.

 

*ملاحظة: تفتح أبواب المدرج الساعة 7:30 مساء الأربعاء 11آب 2021، ويبدأ عرض مسرحية "رهائن" تمام الساعة 8:00. مدة العرض 60 دقيقة.

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم