لوحات شارل بيل وفوتوغرافيات فرنسوا روييه تتحدّى الكوفيد في فرنسا
06-05-2021 | 17:24
المصدر: "النهار"
باريس- أوراس زيباوي
الكوفيد في كلّ مكان. لكن هذا الوباء المستشري لم يتمكن من أن يحاصر ويخنق كليا مظاهر التعبير الفني في فرنسا، ولا الدهشات الآتية منها، على الرغم من انعكاساته السلبية على الثقافة والابداع بشكل عام هناك.
ففي مكان طبيعي ساحر من منطقة البروتاني الفرنسية يُعرف باسم "مدى تريفاريز" ويضم حديقة شاسعة وقصرا قديما، يقام حاليا معرض لأعمال للفنان التشكيلي الفرنسي شارل بيل (من مواليد 1956). لوحات بمقاسات كبيرة تحتل جدران القصر الى جانب شاشات تنعكس عليها بعض الموضوعات التي تطالعنا في اللوحات وهي محصلة عمل الرسام مع المخرج السينمائي والمصور الفرنسي فرنسوا روييه. الأعمال المعروضة تتمحور في معظمها حول عناصر الطبيعة وخصوصا الأشجار والأزهار بصورة تعبيرية مؤسلبة. الشجرة وأغصانها لها حضور خاص وبارز في هذا المعرض. وهي تبدو، لفرط التعامل معها بأدوات وطرق مختلفة، كأنها كائن حي طالع للتو من الغابة. لا نفاجأ عندما نشاهد أفلاما في صالة العرض تبدو فيها الشجرة المرسومة وقد خرجت من المحترف ووجدت مكانها في قلب الطبيعة محاطة بأشجار حية ونباتات أخرى. تعطينا هذا الانطباع أحجام الأعمال الكبيرة المعروضة داخل الصالات أو خارجها كما تَكشفت لنا في أفلام الفيديو والتجهيزات.
في أفلام أخرى صوّرها فرنسوا روييه، يظهر الفنان شارل بيل لحظة إبداع اللوحة وكيف يرسم الشجرة العملاقة أو زهرة الجيرانيوم أو سنابل القمح ويأخذها من بداية العمل الى نهايته. فيصبح إنجاز اللوحة في مراحلها المختلفة عملا فنيا قائما بذاته. وهو عمل تتضافر في إنجازه يد الفنان وعين المصور. ثم ينفتح العمل إثر إنجازه وعرضه على أنواع فنية أخرى هي الموسيقى والرقص.
المعروضات محصلة تجربة طويلة، واكبها المخرج فرنسوا روييه عبر تصويرها منذ عام 2004. هكذا تسنى لنا، عبر اللوحة والتصوير، أن نرى اللوحات أمامنا، وأيضا تلك التي نُصبت في قلب الطبيعة وأصبحت جزءا منها، كلوحة كبيرة منصوبة بين الأشجار وتمثل أغصانا متفرقة. هذه اللوحة طالعتنا من زوايا مختلفة وفي فصول عدة فبدت مرآة يختلط فيها الواقع بالخيال خصوصا حين غطى الثلج الغابة التي هي فيها.
تقتضي الإشارة الى أن الفنان شارل بيل يعرض هنا في هذا المدى الطبيعي الرائع صورة عن محصلة أعماله التي تغطي أربعين سنة من تجربته الفنية وقد نتج منها ما يقارب العشرة آلاف لوحة والعشرين ألف رسم.