الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

كورونا يُخيّم والإجراءات مُشدّدة... انطلاق معرض الشارقة الدولي للكتاب: "انتصار للحياة والإرادة الإنسانية"

المصدر: الشارقة- "النهار"
المعرض تحدّى الوباء ونجح.
المعرض تحدّى الوباء ونجح.
A+ A-
 
لا يُشبه معرض الشارقة للكتاب هذه الدورة، دوراته السابقة حيث الزحمة والناس والقاعات التي تغصّ بالزوّار. كلّ شيء مختلف. لا حفل افتتاح، ندوات "أونلاين"، ضيوف في بلدانهم، يتواصلون افتراضياً مع المنظّمين والمهرجان. مشهد ثقافي متجدد، يطلّ هذه السنة برسالة التحدّيات. "نعم، نستطيع. يمكننا العودة إلى الحياة". أكثر من 73 دولة عالمية تحضر بثقافتها وكتبها على أرض إمارة الشارقة في انطلاقة فاعليات الدورة الـ39 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، على أرض مركز إكسبو حتى 14 تشرين الثاني الجاري. "العالم يقرأ من الشارقة"، هو شعار هذه الدورة، إذ تحولت قاعات وردهات المركز إلى مساحة حوار ترفع فيه الدور والمؤسسات المشاركة أعلام بلادها على قاعدة تعرض أكثر من مليون كتاب.
 

 
مرّة أخرى، إذاً، "النهار" في الشارقة لتغطية معرض الكتاب الذي يُعدّ أحد أهم ثلاثة معارض للكتاب على مستوى العالم، الذي استطاع وعلى امتداد 39 عاماً أن يرسخ لنفسه مكانة ثقافية، وحضارية، يتغنّى بها العالم بأسره، لما له من تأثير ملحوظ في قطاعات واسعة من المثقفين والأدباء، وعلى اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم. وهو يؤكّد عاماً بعد عام، من خلال استضافته لأسماء ولمشاركاتٍ أدبية، وثقافية قادمة من دول المنطقة والعالم. إلى جانب ذلك استطاع المعرض أن يعزّز من حضور الشارقة، ويواكب مشروعها الثقافي وحضورها الفاعل على أجندة الأحداث الثقافية في العالم، حتى بات شهادة عالمية تحتذى، ينهض بالثقافة ومفرداتها كافة، ليؤكد حضوره كوجهة دائمة للمثقفين والكتاب والناشرين ولجميع العاملين والمهتمين بالعمل الثقافي وصناعة النشر محلياً وإقليمياً وعالمياً.
 

دورة استثنائية، في زمن كورونا، كان جمهور الثقافة والأدب على موعد معها صباح اليوم الأربعاء، بشّرت سوق صناعة الكتاب والمعرفة في العالم بتعافي رواده ومؤسّساته والعودة إلى تنظيم كبرى معارض الكتب في العالم. فهذا المعرض الضخم الذي يجّسد نموذجاً لتجربة المعارض الهجينة خلال مرحلة كورونا ومستقبلاً، يقدم إصدارات أكثر من 1024 ناشراً عربياً وأجنبياً على أرض الواقع، ويحتفي بتجارب ومشاريع 60 كاتباً وأديباً ومفكراً، عبر سلسلة من جلسات تقام لأول مرّة في تاريخ المعرض (من بُعد) عبر منصة "الشارقة تقرأ" التي تم إطلاقها لتستضيف جميع الفاعليات الثقافية التي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب (من بُعد).
 

"سلامتكم تهمّنا"
"سلامتكم تهمّنا"... بهذا الشعار، وبأعلى معايير الإجراءات الاحترازية والوقائية التي تنسجم وجهود دولة الإمارات في الحدّ من انتشار وباء كورونا، تمضي فاعليات المعرض. الزوار بالكمامات. الوجوه وملامحها تحت هذا القناع الذي بات رفيق المشاوير والمشاريع. الجميع مُلزم باتّباع الإرشادات التي عمّمتها إدارة المعرض، حيث وفّرت هيئة الشارقة للكتاب ماسحات حرارية على مداخل المعرض، كما ستعمل وبشكل يومي على تعقيم صالات وردهات وأروقة المعرض لمدة 5 ساعات. كذلك، وحرصاً على سلامة الناشرين، وضعت سلسلة من الإجراءات الخاصة التي تحقق المستويات اللازمة من التباعد الجسدي وتضمن وعدم الاختلاط المباشر.
 

 
"معرفة وعلم وإنتاج إنساني"
عن هذا الحدث الذي تؤكد الشارقة وحاكمها على أهميته سنة تلو السنة، رأى رئيس هيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري، أنّ خيار تنظيم الدورة التاسعة والثلاثين من معرض الشارقة الدولي الكتاب لهذا العام، "يجسّد مكانة المعرفة والعلم والإنتاج الإنساني في مسيرة الإمارة نحو التنمية الشاملة والعادلة، بتوجيه عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، ورعايته، هو الذي يؤكد أن الإنسان المتمكن بالمعرفة والمطلع على تجارب الآخرين وإنتاجهم الفكري، يشكل جوهر التنمية وصانعها وغايتها"، مشيراً إلى أنّ "حجم مشاركات الناشرين من مختلف بلدان العالم، يؤكد على حقيقة تاريخية مهمّة، وهي أنّ المعرفة كانت ولا تزال نافذة الأمم نحو النور والحرية والتقدم، والكتاب بما يمثله من رمز للحضارة سيظل يستقطب الجمهور حوله متجاوزاً حدود الجغرافيا واللغة، أو تلك التي تصنعها الظروف الطارئة، وسيظل أداةً لا خلاف عليها لبناء مجتمعات متفوقة بأخلاقها وإبداعها".
 
 


وقال العامري: "في مرحلة ما قبل المعرض كان أمامنا الكثير من الخيارات، فاخترنا الخيار الذي ينتصر للحياة والوعي والإرادة الإنسانية، فتنظيم المعرض بآليته الاستثنائية، يشير إلى قدرة المجتمعات على ابتكار أشكال جديدة لممارسة حياتها والاحتفاء بمنجزاتها المختلفة، وبشكل خاص المنجزات الثقافية والمعرفية التي تمثل بحد ذاتها أداة لتجاوز الأزمات، وهو خيار يشكل نموذجاً للمعارض والفاعليات داخل الدولة وخارجها على حد سواء".

ورأى أنّ "معرض الشارقة الدولي للكتاب عزز مكانته وحضوره عبر مسيرته التاريخية، فأصبح جزءاً من الذاكرة الجماعية للجمهور داخل الدولة أو القادم من الوطن العربي والعالم، ومكاناً للقاء والتفاعل الاجتماعي والتعرف على عادات وثقافات الشعوب المختلفة، هذه المكانة للمعرض جعلته حدثاً سنوياً ينتظره المثقفون ومحبو المعرفة، تنتظره العائلات لقضاء أوقات مثمرة مع أبنائها، ينتظره الكتاب والأدباء والشعراء والناشرون بشغف، وهذا هو الإنجاز الأكبر الذي حققه المعرض وسنظل نحرص على تعزيزه في كل عام".

لم يفوّت العامري التأكيد بأنّ "هيئة الشارقة للكتاب، اتخذت، وبالتعاون مع الجهات المعنية في الإمارة كلّ التدابير الوقائية اللازمة وبأعلى المعايير، لكن الرهان الأساس يبقى على وعي جمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي تجمعنا به تجربة عريقة أثبت خلالها التزامه العالي بالمسؤولية الاجتماعية وحرصه الشديد على نجاح الفعاليات الوطنية".


زوّار العرس الثقافي
وسيكون "زوّار العرس الثقافيّ" على موعد مع نخبة من الكتّاب والأدباء والمفكرين العرب والأجانب، حيث يحلّ على الحدث الروائي الجزائري واسيني الأعرج، والكاتب الروائي المصري أحمد مراد، يرافقهم الراوي محسن الرملي، والمخرجة والمؤلفة لينا خوري، والكاتب الكويتي مشعل حمد. وعلى صعيد الأدب والثقافة الأجنبية، يشارك هذا العام المحاضر العالمي في تطوير الذات الأميركي برنس إيا، والمؤلف ورائد الأعمال الأميركي روبرت كيوساكي، إلى جانبهم يحضر كلّ من الكاتبة النيوزلندية لانغ ليف، والكاتب البريطاني إيان رانكين، والكاتبة الكندية نجوى ذبيان، والمؤلف الكندي نيل باسريشا، ويرافقهم الكاتبة الإيطالية إليزابيتا دامي، والكاتب الهندي رافيندر سينغ، والدكتور شاشي ثارور من الهند، وآخرين.
 

وسيحظى زوّار المعرض بفرصة حضور ثماني جلسات حوارية ينظمها الحدث بلغات أجنبية تجمع حولها نخبة من الكتاب والمثقفين الإماراتيين مع كتّاب وأدباء أوروبيين من إسبانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وروسيا، وغيرها، جاءت ثمرة لزيارات ولقاءات نظمتها الهيئة مع عدد من المؤسسات الثقافية الكبيرة حول العالم.
وفي خطوة تدلّ على مدى اهتمام المعرض بثقافة الأجيال الجديدة، تعاونت الهيئة مع وزارة التربية والتعليم لعقد جلسات خاصة للطلاب تتيح الفرصة أمامهم لالتقاء الكتّاب والمفكرين والمبدعين بشكل مباشر عبر برامج التواصل المرئي. وينظم المعرض عدداً من ورش العمل الافتراضية المتخصصة بمهارات وفنون تقديم محتوى إعلامي وإبداعي ضمن فاعليات (محطة التواصل الاجتماعي) التي تعرض برنامجها كاملاً على منصة "الشارقة تقرأ" للجمهور من كافة الفئات العمرية، عبر التسجيل هنا.
 

 
أساسيات الأمن الإلكتروني عبر الانترنت
وفي سياق فاعليات المعرض، استضافت الدورة الـ39، جلسة افتراضية نظّمتها محطة التواصل الاجتماعي عبر منصة "الشارقة تقرأ"، عرّف خلالها الخبير التقني أحمد عبد الغني بأهم الأساسيات المتعلقة بالحماية الإلكترونية وخصائص الأمن التقني وغيرها من المعارف.
وتناول عبد الغني، مدير أول لوسائل التواصل الاجتماعي في شركة "كاسبرسكاي" العالمية المتخصصة بأنظمة الحماية، أبرز الخطوات اللاّزمة لتعزيز الوعي بالأمن الإلكتروني وضمان حماية بيانات الأفراد والشركات خلال تواجدهم عبر شبكة الانترنت، مقدماً حزمة من المعارف والنصائح الأساسية، مؤكداً أن "السلامة على شبكة الانترنت أمر مهم وليست رفاهية، فهي تنعكس على السلامة الجسدية والنفسية للمستخدم"، مشيراً إلى أنّه "مع تطور الوسائل التقنية من حولنا، وانتشار الأجهزة التي يمكن ربطها عبر شبكة الإنترنت كثرت المخاطر والتحديات التي يمكن أن يتعرض لها الفرد أثناء تواجده على الشبكة، والعديد من المتصفّحين لا يدركون خطورة تقديم بياناتهم للمواقع غير الموثوقة، لأنه يوجد الكثير من تلك المواقع تأخذ قواعد بيانات الأشخاص وتمررها لشركات التسويق التي بدورها تقوم بإرسال العروض الترويجية التي تستهدف من خلالها أولئك الأشخاص".
 


وخلال الندوة التي أقيمت "أونلاين"، أكّد أنّه "من الضروري أن يتم الحدّ من البيانات التي تقدّم عبر شبكة الانترنت، وأن يكون المستخدم حريص على عدم توفير معلوماته بشكل عشوائي. ولو نظرنا إلى شبكات الإنترنت المجانية المتواجدة حول العالم نجد أنها ذات بيئة غير آمنة، صحيح هي خدمة مجانية لكن المستخدمين يدفعون بياناتهم مقابل الثمن، فكلّ من يستخدم هذه الشبكات يتم الاستفادة من بياناته لصالح شركات الترويج، وفي الوقت ذاته يجب على جميع المستخدمين حماية خصوصية بياناتهم ورفض منحها للبرامج والمواقع التي تطلبها إلا إذا كانوا واثقين منها".
 


وقدّم عبد الغني شروحاً خاصة تتعلق بكيفية اختيار الأرقام السرية وضرورة أن تجمع بين الأرقام والحروف والرموز، مشدداً على أهمية أن يبتعد الشخص عن اختيار أرقام عادية وسهلة، وقال: "يجب أن تكون الأرقام السرية عشوائية ولا تقل عن 8 خانات، هذا يقي المستخدمين من التعرض لهجمات قرصنة، كما يجب أن يتأكد الشخص المتواجد على الشبكة من الأرقام التي يختارها ويحرص على عدم بقائها محفوظة على الأجهزة والتطبيقات"، منوّهاً بأهمية أن يكون الفرد على دراية كافية خلال تصفحه للانترنت، لأن الوعي هو العامل الرئيسي في الحدّ من خطورة التعرض لأي هجمات أو سرقات، مشدداً على أهمية التأكد من صحة وسلامة المواقع قبل إتمام أي عملية شراء واختيار برامج مكافحة فايروسات موثوقة وتحديث قواعد بيانتها بشكل دوري.




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم