السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

معرض الآلات الموسيقية الشعبيّة: متحف للصوت وابتكار الفرح

المصدر: "النهار"
معرض الآلات الموسيقية الشعبيّة.
معرض الآلات الموسيقية الشعبيّة.
A+ A-
يحتلّ معرض "الفنون الشعبية" موقعاً متميزاً داخل ساحة التراث في "قلب الشارقة"، متوسطاً مشهد الفرق الفنيّة الراقصة وأجنحة الجهات المشاركة في "أيام الشارقة التراثية 18"، إذ يبدو لافتاً بتصميمه الذي يتخذ شكل الطبل الشعبي لتفاصيله الخارجية.

يتحوّل هذا الشكل المميز للمعرض إلى متاهة من الطبول والآلات المرصوصة وراء زجاج العرض تأسر الزوّار وتقدّم لهم بانوراما حول أنواع الطبول المستخدمة في فنون شعبية مختلفة.

يوضح مدير إدارة التراث الفني بمعهد الشارقة للتراث علي العبدان، أن المعرض يقام بهدف التعريف بحرفة صناعة الآلات الموسيقية المستخدمة في بعض الفنون الشعبية الشهيرة في الشارقة خاصة، والإمارات عموماً. ويركز المعرض على آلات أربعة فنون شعبية لها فرقها النشيطة التي تشارك في الحدث، وهي العيالة، والليوة، والجربة، والنوبان.

ويعّرف المعرض بخمس آلات إيقاعية تستخدم في فن العيالة الحماسي الذي يؤدى في الأعياد والأعراس والمناسبات الوطنية، وتتكون من طبل "الرأس الكبير" الذي يمتاز بصوته العالي، ثم طبول "التخامر" الأصغر حجماً، و"الطار" المتداول في العديد من الفنون الشعبية، و"صنوج الطوس" المصنوعة من النحاس، وأخيراً "المدّاق" وهي قطع من جريد النخل تستخدم للضرب على الطبول.
 

أما في فن الليوة الذي نقلته حركة التجارة والتواصل بين الخليج والساحل الإفريقي، فيجد الزائر في القسم المخصص له خمس آلات أيضاً، في مقدمتها "الصرناي" أو المزمار، ثم "الكبوة" وهو طبل متوسط، و"الكاسر" وهو الطبل الأصغر، و"الشيندو"، أكبر طبل يتميز به فن الليوة، أما الصفيحة المعدنية التي تصاحب بصوتها الإيقاعات فتسمى "البيب" أو "الباتو".

وتعرض في القسم المخصص لفن الجربة، أو كما يسمى "الهبان"، آلة "الجربة" وطبل "الرحماني" وطبل "الكاسر"؛ وأخيراً فن النوبان الذي وفد إلى سواحل دولة الإمارات وظل يحمل تسمية تنسبه إلى منطقة النوبة بين مصر والسودان، ويعتمد على آلته الرئيسية الشهيرة والمعروضة باسم "الطنبورة"، ترافقها ثلاثة طبول، ثم أهم قطعة في هذا الفن وهي "المنجور"، ويتكون من حزام عريض من الجلد أو القماش، تعلق عليه كثير من أظلاف الماعز، ويلبس حول الخصر عند أداء النوبان، ليصدر صوتاً عند اهتزاز الراقص الذي يلبسه.

قد يعتقد الزائر أو المتابع للفرق الشعبية أن الطبول متشابهة ولا تختلف إلا في أحجامها، لكن الاختلاف ليس في الأحجام فقط، بل في الأصوات التي تصدرها ، طبقاً لاختلاف الخامات التي صنعت منها، وأيضاً لطرق الضرب عليها، والأدوات المستخدمة من قبل العازفين، ويلعب الحجم دوراً في شدة ارتفاع الأصوات ودرجاتها، كما أن لكل فن شعبي إيقاعاته المختلفة.
 
 
كيف تحضر الثقافة الإماراتيّة في أذهان شعوب العالم؟

وفي سياق آخر، أكد الدكتور مسعود إدريس، رئيس قسم التاريخ والحضارة الإسلامية في جامعة الشارقة، أن الترويج للتراث والثقافة الإنسانية، مهمة ليست هينة، وتحتاج إلى استراتيجية عمل واضحة، تكون قادرة على وضعه على الساحة الدولية، مشيراً إلى أن التراث والثقافة الإماراتية لديها الإمكانيات الكافية لتكون حاضرة على الخريطة الدولية، بوصفها إرثاً إنسانياً غنياً وأصيلاً.

جاء ذلك خلال جلسة حوارية، أدارتها الدكتورة بسمة كشمولة، نائبة المدير الأكاديمي لمعهد الشارقة للتراث، نظمها معهد الشارقة للتراث ضمن فعاليات الدورة الـ 18 من "أيام الشارقة التراثية" التي تقام حالياً في ساحة التراث في منطقة قلب الشارقة، وتتواصل حتى 10 نيسان الجاري.
 

وسلّط الدكتور مسعود إدريس، مدير مؤسسة الشارقة الدولية لتاريخ العلوم عند العرب والمسلمين الضوء على مواضع ثراء التراث والثقافة الإماراتية، وقال: "إذا دققنا في تفاصيل التراث الإماراتي، سنجد هناك الكثير من المفاصل التي تؤكد أصالته، وبالتالي يمكن الافادة منها في عملية الترويج له"، مستشهداً في هذا السياق بالإيقاع الموسيقي الشعبي، قائلاً: "الإيقاع الموسيقي الشعبي مليء بالأصوات الحية التي تعكس طبيعة البيئة الإماراتية سواء تلك المرتبطة بالبحر أو الصحراء أو الجبال، حيث تحمل كل واحدة منها دلالات خاصة قادرة على إيصال الرسائل المطلوبة منها".

وقال إدريس، الذي ينحدر من أصول مقدونية: "من أهم الأسس التي تقام عليها استراتيجية الترويج هي وجود اسم مؤثر ولافت، بمجرد ذكره يتبادر إلى الذهن اسم الدولة، وبلا شك أن الإمارات تمتلك مجموعة كبيرة من الأسماء المؤثرة محلياً وعربياً وعالمياً، تستطيع من خلالها تصدير إرثها وتراثها إلى العالم، مثل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي عرف عنه شغفه بالتراث وحمايته وببصماته التي أسست لاتحاد الدولة، واسم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي يعد شخصية ثقافية معروفة ولها وزنها على الساحة الدولية، ولها إسهامات عديدة في المجال الثقافي والعلمي والإنساني أيضاً".
 


كلباء تستقبل فعاليات الدورة الـ 18
 
وبتوجيهات عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أعلنت اللجنة المنظمة لفعاليات الدورة الـ 18 من أيام الشارقة التراثية، عن توسيع مكان فعالياتها من قلب الشارقة ومدينة خورفكان، حيث تقام من 9-11 نيسان الجاري في منطقة خور كلباء بمدينة كلباء، لتشارك أهالي المدينة احتفاء إمارة الشارقة بالتراث الثقافي العالمي، وتعود بالذاكرة إلى التراث المحلي بما يحمله من غناء، ورقص، وأزياء، ومأكولات، وعادات وتقاليد، وفنون وحرف شعبية.

وكشفت اللجنة أن فعاليات (الأيام) ستضم معارض وأجنحة وفعاليات جديدة، من أبرزها افتتاح عدد من المتاحف لعرض المقتنيات الشخصية لجامعي التراث في منطقة كلباء، وجناح خاص للأسر المنتجة والحرفيين، إلى جانب ما تشتمل عليه فعاليات الأيام الدائمة من عروض فنية وشعبية، ومعارض لبيئات متعددة تعكس واقع العيش والمهن في المنطقة قديماً.

كما تخصص الأيام في كلباء قسماً للفعاليات الأكاديمية، لاستضافة الكتّاب والباحثين والمؤرخين، بالإضافة إلى بيت للألعاب، وقرية للأطفال، بهدف إحياء ذاكرة الألعاب الشعبية، وإغناء الزوار الصغار بمعارف وتجارب جديدة، إلى جانب أجنحة خاصة للمؤسسات الحكومية المشاركة.

وتعد "أيام الشارقة التراثية" احتفالية تراثية وثقافية ينظمها سنوياً "معهد الشارقة للتراث"، للاحتفاء بالمظاهر التراثية والثقافية من عادات وتقاليد أصيلة متوارثة في المنطقة والعالم، وتقدّم في دورتها الـ18 هذا العام أكثر من 500 فعالية وعرض من الإمارات و29 دولة عربية وأجنبية في ثلاثة من مدن الإمارة: الشارقة (قلب الشارقة)، وخورفكان، وكلباء.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم