الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كمال خير الله "انها الحياة... ولكن" روايات ليست مجرد قصص بل عِبَر

المصدر: النهار
كمال خير الله "انها الحياة... ولكن" روايات ليست مجرد قصص بل عِبَر
كمال خير الله "انها الحياة... ولكن" روايات ليست مجرد قصص بل عِبَر
A+ A-
"انها الحياة... ولكن" عنوان الاصدار الجديد لكمال خيرالله، ليس مجرّد قصص للتسلية بل عبر من الحياة التي عاشها وخبرها، وروى بعضا منها محاولاً في مقدمة كتابه تقديم ملخص لأهم ما اكسبته اياه الحياة في عمله كمستشار في مجال التأمين. 
 
يرى خير الله إن التعاطي مع الناس فنّ بذاته، ومن يتقنه يبرع فيه، "لكل منا طباع وعادات تختلف من شخص إلى آخر، لذلك فإن الذي يعمل في مجال استشارات التأمين والاستثمار ودراسة الأولويات المالية للأفراد والشركات، يتعلّم ويواجه الكثير وعليه أحياناً أن يرمي وراءه أفراحه وأحزانه الخاصة ويظهر بأفضل حالاته لدى قيامه بعمله الاستشاري. وكل هذه الأمور لا تحصل بكبسة زر، بل يتعلمها المرء مع مرور الوقت حتى تصبح جزءاً من شخصيته وحياته.
 
يقول "في بداية مسيرتي المهنيّة كانت أؤمن بالحظ وأتمسّك به، ومع الوقت اكتشفت أن: "من يعمل بجهد يكون أوفر حظّاً!".
إن فكرة عرض برنامج لفرد أو لشركة للحصول في النهاية على دفعة أو قسط، تضعه في خانة الاستنفار والدفاع عن الذات، تلقائياً، وهنا يأتي دور المستشار بتذليل العقبات والحواجز. في خبرتي المتواضعة تعلمت أن هناك صفات عديدة يجب على المستشار أن يتحلّى بها إن كان مستشاراً مالياً أو طبياً أو غير ذلك، لأنه بهذه الصفات سيجد نجاحه.


صح
المستمع الجيد A Good Listener: تعلمت أن أصغي وأستمع، لأن عندما يبدأ الزبون المحتمل بالكلام، يبدأ بماضيه أي بذكرياته. وعندها يقول لي: "عم برتحلك!" على الأثر أتعاطف وأتجاوب مع ما يخبرني به. وطبعاً الاستماع لا يقتصر فقط على الزبائن بل على الزملاء أيضاً إذ انني اكتسب منهم معلومات قيّمة.
هل يستطيع الجميع أن يكون مستمعاً جيّداً؟ نظرياً ممكن، لأنه يمكن لأي كان أن يلقي محاضرات حول كيفية الإصغاء الجيد. ولكن فعلياً ليس الجميع قادراً على التطبيق لتقريب المعلومات وتحويلها إلى حلول. كانت كنت أنا في الرابعة عشرة من عمري، كنت أسمّى بـ"أبو ملحم" لأنني كنت اصغي إلى مشاكل أصدقائي وأجد لهم الحلول. استطعت أن أُنمّي هذه الصفة مع الوقت حتى استفدت منها.
 
2- المثابرة Persistence: كلمة أسمعها دائماً، مع أن نسبها تتراوح بين الأدنى والأعلى. وهي متفاوتة بحسب ظروفي الشخصية، وتؤثر على أدائي نحو الأفضل أو حتى نحو الأسوأ. "من يثابر يصل". لماذا المثابرة؟ لماذا الإصرار determination؟ الوصول إلى ماذا؟ انها مرتبطة بهدف والسعي بشتى الوسائل لبلوغه. إنها حبّ وعشق لشيء ما للوصول إلى أفضل ما يتّصف به والتشبّث به.
 
الشغف Passion: الشغف ضروريّ كي أعمل وأحقّق ما أصبوا إليه. ولكن إلى ماذا أريد الوصول؟ هذا مرتبط بتحقيق هدف أو أهداف عديدة To Achieve Goals.
الثقة بالنفس Self Confidence: الظهور بثقة، مهما كانت أحوالي المالية والنفسية. الثقة بالنفس تريح الشخص الذي أتعامل معه وتنعكس عليه ويرتاح إليّ.
هل التزمت بكل هذه الصفات كما هي منذ بداية مسيرتي المهنية وطبّقتها حرفياً؟ هل كنت "كمال" الكامل بتعامله مع محيطه دون أخطاء؟ طبعاً لا. فقد وقعت بشباط أخطاء مميتة تعلمت منها كي ألتزم بالصفات الحسنة في كل معاملاتي.


غلط
خطأ الروزنامة: كي أنظّم عملي من اتصالات ومواعيد، كان يجب عليّ أن أحضّر، في نهاية كل سنة، برنامج السنة التالية. لم أكن أجهزة أوراقي ولا حتى دفتري، بل كنت أستعيرها من زوجتي المعلمة وحتى من أولادي! وعندما تأتي أعياد آخر السنة كنت أندمج بها لدرجة أنني كنت أنسى أين وضعت أوراقي التي استعرتها. ويصل شهر شباط من السنة التالية من دون أي برنامج أستند إليه، فأضيع ولا أعرف من أين أبدأ.
 
المماطلة Procrastination: كلمة كنت ضحيّة لها لفترة من الزمن وهي خطأ مميت. ما زلت حتى اليوم عندما أضع أمامي أسماء جدد، لا أزورهم فوراً وقد لا أزورهم حتى أبداً! وبسبب هذه المماطلة كنت أخسر صفقات جديدة. ومن الناحية الشخصية، حين يأتي وقت تسديد الضرائب كنت أؤجّلها كل سنة حتى أصل في النهاية إلى دفع الضريبة مع الغرامة. وهذا الأمر ليس مقصوداً بل حبّاً بالمماطلة!
 
عدم إطالة فترة الإجازة: كنت أحياناً أطيل فترة الإجارة أي عدم مقابلة زبائن محتملين جدد، وهذا كان يؤثّر سلباً عليّ مهنيّاص بحيث كان عليّ أن أنتظر فترة طويلة جداً حتى أستطيع أن أقابل زنوباً جديداً.
 
عدم حضور المؤتمرات: كنت أظن أنّني أعرف كل شيء ولا تنقصني أي معلومات جديدة. ولكن هذا خطأ وأدركت ذلك بالطريقة الصعبة لأن البرامج تتطوّر لتواكب المستجدات وبالتالي التدريب لا ينتهي أبداً. هذا الأمر أثّر فيّ كثيراً وفي لقاءاتي مع الزبائن المحتملين. كنت أظن أنني أعلم ما يحتاجه الزبون أكثر منه. وكنت أقول: "قد ما تفكّر حالك شاطر، تذكّر إنو في حدا أشطر منّك!".
 
بدأت متدرّباً حتّى أصبحت خبيراً في مجال عملي. صادفت خلال هذه الفترة العديد من "النهفات" وحوّلت البعض منها إلى روايات وسردتها بشكل عفوي، بدون ذكر الأسماء الحقيقة لشخصيّاتها ولكن مضمونها حقيقي. ومنها ما يحزن، قصص مستشار تأمين حصلت في الواقع الذي ليس غريباً عنك، وهي روايات مسلية ومفيدة.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم