الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

"عيون الغرقى" لحسين جلعاد: عودة إلى الماضي النائي

المصدر: "النهار"
غلاف مجموعة "عيون الغرقى".
غلاف مجموعة "عيون الغرقى".
A+ A-
حتى وإن كانت بعض شخصياته مجرد أطفال أو مراهقين يجربون العالم ويختبرون حواسهم، أو طلاب جامعة في لحظة الوعي والرفض، تشعر وأنت تقرأ قصص حسين جلعاد في مجموعته القصصية الصادرة حديثًا بعنوان "عيون الغرقى" (المؤسسة العربية)، أن ثمة خسارة ما، دون أن نعرف ما الذي فُقِد بالضبط، وأن هذه الحكايات ليست إلا جوقة من المراثي تترنح في أرض صغيرة من التجارب والذكريات، تلك التي كانت قريبة ثم أصبحت نائية.

الكتاب هو العمل الأدبي الثالث، للشاعر الأردني جلعاد، بعد مجموعتيه الشعريتيين "العالي يصلب دائمًا" (أزمنة/1999)، و"كما يخسر الأنبياء"(المؤسسة العربية/2007). يعود الشاعر بعشر قصص احتضنتها المجموعة وعنونها جلعاد على درجات السلم الموسيقي "دو: أسرار معلنة، ري، مي"، "فا: الإسفلت والمطر"، و"صول: كائن سماوي"، و"لا"، "سي: أربعة جدران وباب"، و"المساء يطير غربًا"، و"الخريف والشبابيك القديمة" (وهي قصة في ستة مشاهد: نعناع المصاطب، خمول متحرك، قال الحلم له، نزار وحده، شبابيك قديمة وآخر اللوحات)، وآخرها "دو: والبحر ينام أيضًا".

من الصفحة الأولى، يهدي الشاعر كتابه إلى مدينته، دون أن يذكر اسمها، نعرف من الوقائع التي يدور معظمها في إربد، حيث تابع جلعاد دراسته الجامعية، أنها المدينة موضع الإهداء.

ثمة هاجس واضح بالمكان والزمان يظهر في التفاصيل كلها، بدءًا من عناوين القصص التي إما أن تشير إلى زمان (المساء والخريف) أو إلى مكان (الإسفلت والبيت والبحر). فعناوين جلعاد محملة بالمعاني سواء أكانت في محاولته موسقة الماضي أو ترتيبه في تتابع ما ووضع منطق رتميّ لتذكره، أو بالاستخدام القصدي للغة تعيدنا إلى عناوين الكتب الرومانسية القديمة، دون أن ينسحب ذلك على متن القصص نفسها.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم