الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

عقل العويط أمام الجثّة الكبرى: لا تموتي يا بيروت

المصدر: "النهار"
فاطمة عبدالله
Bookmark
الجثّة الكبرى (نبيل إسماعيل).
الجثّة الكبرى (نبيل إسماعيل).
A+ A-
يُحيّد عقل العويط نفسه عن احتراق بيروت ليجرؤ على اللعب بنارها. تنكشف قصيدته على الفجيعة فتُورّطه في الكتابة، لا كشاعر ألمّت به الخسارة الشخصية، بل لارتباطه الأخلاقي بالمجزرة. "لستُ شاهداً، لكنّني أروي"/ "كيف أصفُ مشهداً إذا كنتُ غريقاً فيه"، يقول في "الرابع من آب"، كتابه الجديد عن "دار شرق الكتاب". هنا، يخرج الشعر من روحٍ مكلومة، أصابها حدسٌ حملها من الشعور بالعجز أمام الفداحة، إلى الرؤية الواضحة. يُلملم الشعر الموت الجماعيّ للإنسان والمدينة، ويقرع الطبول لتكتمل الجنازة. وهي إن لم تكتمل بالنزف السيّال من القصيدة، فسيغدو كلّ صراخٍ مكتوماً. إنّه عضٌّ على الجرح وكيّه بلا رحمة. ومع ذلك، يظلُّ في سطوته، يؤلم ويُعلِّم، كالنُدب اللصيقة بالأرواح المعطوبة.  يحاكي الشاعر "العدم الذكيّ"، مفتوحاً على مصراعيه، حيث الفاجعة وضحاياها وحفلات الجنون. عقل العويط أمام الجثّة الكبرى: بيروت، في الرابع من آب، السادسة وسبع دقائق. رائحتها في أنفه. دماؤها تختلط بدمائه. وصراخها يخنق صوته. يهبُّ الشعر لتلقّي الأوجاع، فيغرفها ويبتلعها. هو وحده مكتمل...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم