البروفسور إبراهيم نجار المحامي بقصر العدل في كتاب

نهاد جبر*تشاء الصدف، أنه بالتزامن مع إضرابات متقطعة أعلنتها نقابة المحامين في بيروت ومن ثمَّ المساعدون القضائيون وآخرها اعتكاف القضاة والمساعدين القضائيين وموظفي الإدارات العامة، وكلّها ترمي الى المطالبة باستقلالية القضاء وتحسين الأحوال وتوفير أدنى مقوّمات العمل، أصدر البروفسور إبراهيم نجّار كتابه: "في قصر العدل".وبعد صدوره بأيام معدودة نشب الخلاف بين النائب العام التمييزي والمحقق العدلي في جريمة مرفأ بيروت، وهو خلاف حول صلاحيات لم يهمد حتى تاريخه. قرأت الكتـاب وسأحاول إلقاء الضوء على بعض ما لفتني فيه من دون الاسترسال لا نقلاً ولا شرحاً كي لا أحجب شغف قراءته."في قصر العدل"، قدّم المؤلف لمحة عن حياته شملت مرحلة الدراسة حتى الثانوية والجامعية وذكر صعوبات كثيرة واجهته، قد لا يعرفها حتى المقرّبون منه، الى مرحلة انتسابه الى نقابة المحامين في بيروت متدرّجا متنقلا من مكتب محاماة الى آخر، فإلى مكتبه في منزله الوالدي، ومن بعد الى مكتبه الخاص الذي تخرّج منه محامون كثر برعوا في شتى المجالات. ورغم ما صادفه من صعاب، تمكّن من تذليلها بفضل جهوده ومثابرته ورفضه وتمردّه على كل ما هو ظالم، وهذا ما أسَّس تصرفاته وقاد مواقفه المهنية أكثر من أية رغبة في الربح وجني المال، فلاقى شهرة واسعة في المحاماة والتدريس في جامعة القديس يوسف للحقوق وفي المؤلفات القانونية والحقوقية والمحاضرات في لبنان والخارج، وفي كل تلك المراحل، بقي، على ما قاله، رجلاً حرّاً مستقلّاً، وهو كذلك.إستوقفني في هذا الكتاب:1- باب العكازة الزرقاء التي أحجم المؤلف عن وضع صورتها على غلاف الكتاب لإيمانه بعدالة القضاء والمحاكم، مع أنها تمثّل حالة القضاء والعدالة في لبنان، وقد شرح واقعه بالقول:"إن القضاء تقليدي بالدرجة الأولى، مسكون بهاجس تملّق السياسيين ومراعاتهم بأسلوب تبجيلي حيناً وجبان حيناً آخر وبقلق من عدم الإستحواذ على الرضى".وهو واقع مرير تفاقم وما زال يتفاقم في زمننا الحاضر وبلغ حدَّ اليأس من عودته الى سابق عهده.رسم العكازة الزرقاء بريشة الرسّام أرمان حمصي،والمطرقة تمثّل العدالة المكسورة متكئة على عكازة2- موجب التحفّظ تميّز به سرده لبعض ملفات الدعاوى دون الإفصاح عن أسماء المتقاضين حرصاً منه على هذا الموجب، رغم مرور الزمن على بعضها.موجب التحفّظ مبدأ من أصول التعامل، أصبح...