الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مساء اليوم في باريس: توقيع كتاب وُلد ذات شتاء لا يرحم في نيويورك

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
الفنانة الشابة فانيسا جميّل.
الفنانة الشابة فانيسا جميّل.
A+ A-
"القصّة؟ أوف! هي في الدرجة الأولى قصّة حُبّ – قصّة تُعلّمنا أن نُطلق سراح الآخرين". نُطلق سراح من نُحبّ؟
 
الفنانة الشابة فانيسا جميّل (تُمثّلها غاليري "أجيال" القائمة في شارع الحمرا)، تتعامل مع كل ما يحصل من حولها، من خلال الألوان والموسيقى والكلمات الشاعريّة في إيقاعها. فهي تتعامل مع لوحاتها بالشغف عينه الذي تتعامل فيه مع الموسيقى عندما تضطلع بدور "الدي جاي"، أو مع الكلمات عندما تختار أن تُعبّر عن ألوان روحها الحالمة. ومنذ بضع سنوات، راحت تكتب قصة وضعت لها، بدايةً، عنوان "المغنية الزرقاء".
 
ولنكون أكثر دقّة، هيا بنا نعود إلى العام 2017.
 
كانت فانيسا في نيويورك، وبحاجة ماسّة لتكتب... وتدخّن!
 
وبما أنّ التدخين داخل شقتها كان "قصة مستحيلة"، إختارت أن تكتب قصّة "هيمنت" على مخيلتها، في سيارتها، في الباركينغ القائم تحت المبنى الذي تُقيم فيه.
 
 
وكان الشتاء قاسياً، "نمروداً"، كما يجبّ أن يكون شتاء نيويورك.
 
وفي السيّارة، راحت تكتب وتدخّن، وتسترسل في الكلمات الشاعريّة التي تُتقنها، وتغوص في برد نيويورك، وفي أروقة الحب ورقصته المُرهقة حتى النشوة.
"وكأنني ساحرة صمتي".
 
والهدوء (الداخلي؟) يُهيمن على الشابة، ويسمح لها بأن تكتب قصة المغنية الزرقاء وأن تدخّن كما يحلو لها.
 
وجدت نفسها أمام 150 صفحة!
 
 
وعبر السنوات، راحت تُشذّب القصة، مرة فأخرى، إلى أن وصلت إلى نسخة قصيرة جداً تُلخّص كيان الحُب الهشّ والمصنوع من فولاذ!
 
ولأنها تعشق رسوم الفنان الفرنسي المُخضرم جان دومينيك جاكمون (1955) المعروف باسم Dominique Le Tricotteur، وسنحت لها الفرصة لتعمل معه ومع المُصمّم الغرافيكي المتألق، هاني عربيد، كان لا بد لها من أن تُعدّل النص والعنوان ليتماشى العمل مع رسوم لو تريكوتور الغريبة والفريدة من نوعها، وأسلوب عربيد الذي لا "يُساير" الاتّجاه السائد في مجال التصميم الجرافيكي.
 
واجتمعت المواهب الـ3 في كتاب يوقّعه مساء اليوم دومينيك لو تريكوتور في باريس، ويقدم حتى الـ23 من الجاري الرسوم الحاضرة بين دفتي العمل الذي اختارت له فانيسا، في حلّته الأخيرة، عنوان Le Cirque، عوضاً عن المغنية الزرقاء.
 
وتقول فانيسا أنّها لطالما عشقت رسوم لو تريكوتور التي يُعرض البعض منها في متاحف عريقة ومكتبات انتقائية في أوروبا، كما أن هاني عربيد له اسمه ومكانته في عالم التصميم الجرافيكي في فرنسا، وهو يعمل في وكالة "ديبتيك" الباريسية، وكانت تجربة مزج العوالم الـ3 المختلفة عمليّة جميلة للغاية.
 
 
"وكان الكتاب الطريقة الفضلى لتنصهر كتاباتي ونصي مع رسوم دومينيك بأسلوب رائع، والفضل يعود لهاني وقدرته على تصميم الإخراج بأسلوب يليق بعالمينا. وبفضل هاني انتقلت الرسوم والنص إلى الواجهة".
 
يطل الكتاب في نسخ محدودة لا تتعدّى الـ180 نسخة، وتجدر الإشارة إلى أن "دومينيك قام بتلوين بعض الرسوم بخط يده، في عدد قليل من النسخ".
 
عملوا بمفردهم. "كل واحد بزاويتو".
 
كل واحد في زاوية من هذا العالم الشاسع حتى الحميميّة.
 
وكان هاني يعرف جيداً رسوم دومينيك وكتابات فانيسا، ما سهّل عمليّة الإخراج والتصميم الفني.
 
وشتاء نيويورك تلك السنة كان قاسياً، كما يجب أن يكون شتاء المدينة "الشاهقة" بهزاتها الفنيّة الارتداديّة.
 
إلى باريس، مساء اليوم. ابتداء من الرابعة بعد الظهر، وتحديداً إلى مكتبة A Balzac A Rodin التي تتخصّص بالكتب النادرة وتعتبر من أعرق مكتبات باريس.
دومينيك لو تريكوتور يوقّع الكتاب ويعرض حتى الـ23 من الجاري رسومه التي لا وقت لديها لتطل مهذبة، واضحة، كلاسيكيّة، والحاضرة بين دفّتي Le Cirque الذي ولد ذات شتاء لا يرحم في نيويورك. وتحديداً في الباركينغ... لكي تتمكّن فانيسا من أن تدخّن "ع راحتها".
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم