الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"بوح عاشقة" للمصرية فاطمة العالم: عشقٌ ممتلئ عند زرقة الأفق

المصدر: "النهار"
يوسف طراد
الغلاف.
الغلاف.
A+ A-
خواطر فاطمة العالم، ليست سرًا بين القلب والورق. تقرأ السطور غواية وهي بمثابة رواية، فالقلب قلبها والنبض نبضها والحبر من قلمها وألمها. خواطر سكبتها صوتًا هامسًا، يشفي مئة علّة في القلب المعذّب ضمن كتابها "بوح عاشقة"، الصادر عن "دار أبجد للنشر والتوزيع" في دولة مصر الشقيقة.
 
القلب الحاوي حلم النجوم، ملَكَ نسقًا ممنهجًا في تبيان أفعال الرجال: "ظننته رجلًا، ونسيت أنّ بعض الظّنّ إثم".
حنان الحروف أَثار الورق وجعل بياضه توّاقًا لرسم العناق: "هل من الممكن أن تمنحني عناقًا يعيد لي توازني؟".
"تسألوني: لماذا دائمًا وحيدة؟ فأجبتهم: لست وحيدة، فأنا ممتلئة به!!" هكذا هو الحبيب عطر الروح، ونبض قلبه سرّ دفء بين الضلوع.
الخوف بلاء هذه الدنيا والفرح في الدَعَة: "لم أطلب أن تأتيني بعجائب الدنيا السبع، كل ما طلبته هو: طمأنينة تزيل مخاوفي".
سكون الليل يشبه همس الفراغ وهتاف الروح، عند صدوح الحبّ بأهازيج السحر: "عندما قال لي أحبّك، لم يكن يعنيها، فهو كان يملأ بها فراغات الصمت في قلبه!".
دقّات القلب ألوانٌ وألحانٌ، فاسمع نشيد الحب من النهد: "أنا كائن مليء بالتنهدات، حتى أنني أخشى طلوع قلبي مع كل تنهيدة!".
 
نشوة سرت دفقًا في الأوردة، ولغة روح بلطف فراشات حين رسمت البهاء للفجر القريب: "إلى أن تجفّ لغتي وأفقد خيالي، سأنفق عليك ببذخ كل ما تملك روحي من حنان!".
بديع الملتقى، عناق في تغريد لساقي الحب عند الحضور: "لا تسألني: كيف حالي؟ لا تسألني: ماذا ينقصني؟ تعال وعانقني فقط؟".
 
شغف الهوى راية، تلوّح في زرقة الأفق: "لا ترافقي من أوقف شغف الأشياء في عينيك، فهذا سيجعلك عمياء!".
 
لا تجعل الأنفاس تقضي اختناقًا، ولا تغمض العيون عن الحبّ انسحاقًا، فالإقدام مجيرٌ من الوهم والعذاب: "لا يمكن لأحد أن يفهمك، حين تكون النجاة في جسدك، والغرق في قلبك، حين يكون النور حولك والظلمة بداخلك أنت!".
 
عندما يعتق الغرِّيد وتر القلب، يبقى سلّم الموسيقى أمام العيون ككنار يشرح الخبر ونسيم عليل يعانق الشجر، فلا سكن لأحد في مسافة الطرب: "أتركْ مسافة للحرية بينك وبين من تحب، لكن لا تسمح لهذه المسافة، أن تكون فراغًا يعبر من خلاله الآخرون!".
 
من حديقة إلى روض، جنَّت شفتا فراشتين، عزفا الحبّ أحلامًا. وبين شهد الزهر وعناقهما إزدحام شوق والتحام قلوب: "لن أكون في يوم لك، لكنّي سأكون في كل يوم معك، تراني، تشمني، تسمعني فأنا ملتحمة بك!".
 
حبيبة لم تنسَ الهوى، والدليل أنها نأت بماض جميل، فلم تسترح من حبيب لا يميل، وقد نثر في جمال دنياها ارتعاش النخيل: "ليل الأشواق، ليل الذكريات، ليل أحاسيس وبدايات، أتت بعد نهايات، فبقيت في داخلي رغم المستحيلات".
 
سيعود الحبيب بعد الهجر، وسيفوز القلب بالصبر، ما دامت حبيبته أسيرة عنق قارورة العطر: "نعلم جميعًا أنّنا لن نبقى طويلَا، سنغادر باختيارنا أو رغمًا عنّا، فلنترك إذن أثرًا جميلًا، وذكرى خالدة، وسيرة عطرة".
 
علامات الحبّ تنهيدة تزلزل الأفق فوق جراحات الصدر، فلماذا الدموع، والابتسامات الباردة، عندما ترتجف اليدان من جمر المتاهات الرهيبة: "ليس كل شيء بالقلب يقال، لذلك خلق الله التنهيدة.. الدموع، النوم الكثير، الابتسامة الباردة، ورجفة اليدين!".
 
عناق الحبيب باتساع الأفق عند لقاء الغسق، فنقطة الالتقاء حقل للنظر الواسع: "إنّ النظر إليك طمأنينة، فكيف العناق؟ العناق هو الحيز الوحيد الذي يتسع.. كلّما ضاق".
 
هل وضع قانون الحب للأحباب، أم لألم حاضر عند الغياب، يصيب الجسد والروح؟ وهل النوم جريمة؟: "في قانون الحبّ: لا يجوز لك الغياب إلّا وقت النوم، ويحق لي أن أوقظك عندما أشتاق!".
 
القلب صنم جراحاته ثخينة، حتى الصخر لان وسئم الحواس الهجينة: "لو أرادك الله صلبًا لخلقك صخرةً، ولكن لين الطين فيك، كان مقصودًا".
 
ألم الحبّ في سرقة القلوب عند انفصال الأرواح: "أتعلم ما أكثر شيء يؤلم في الحب، هو: أنّ قلبك ينبض في جسد شخصٍ آخر".
 
الحبّ موجود، ومن يحبّ يخلد كخلود أبولو ودفني: "أنا أحب، أتنفس بالحبّ، أعيش بالحبّ، لأنّ الحبّ هو الخلود!".
ولد الجمال من حادث حبّ، تسبب به زائر روض: "حبيبي، في طريقي إلى الجمال اصطدمت بك، إنها حادثة العمر الأشد أمنًا وإنقاذًا بالحياة!".
 
سطّرت فاطمة العالم غمرًا من خواطر في بحر العيون، فتضاعفت زرقة الأفق، وانتشرت رياحين القلوب أوطانًا للأجساد المرهفة، فكان كتابها "بوح عاشقة"، ضفّة ثالثة ننتظر على رصيفها موعد عناق عاصف، مع غجرية تائهة في المنامات وفسحات الأرجوان.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم