اشترِك في نشرتنا الإخبارية
رفيق الحريري "وَجَد قلباً" في كتابه الجديد... "هديّة لقلوب حاولت"
22-07-2021 | 21:38
المصدر: "النهار"
"ليتَنا نقع على كُتيّب تعليمات للمآزق التي تُمنينا بها الحياة"، بلغني صوته عبر سمّاعة الهاتف عصراً بعد نحو سنة على تعارف سيبراني من دون لقاء أو اتّصال. "كلّنا يشتهي تِرساً للتعامل مع عصف الأزمات"، أُجيبه. كلّنا يحتاج "كاتالوغاً" يحدّد معالم فخاخ الحياة وألغامها لتجنّبها. "أفهمك"، أُضيف، وأعود فأقلّب حسابه في "إنستغرام". ثمّة مولود جديد يُضاف إلى عائلته. كتاب يتكبّد صدره عنوانٌ مبشّرٌ، "لقد وجدتُ قلباً"، دونه إمضاءٌ بات مألوفاً لجمهور الفنّ الرقمي الحداثوي، رفيق الحريري.
يتماهى بحث رفيق عن الـ"كاتالوغ" مع سعي الفيلسوف والشاعر الألماني نوفاليس لإيجاد "الزهرة الزرقاء" (Die blaue Blume) التي تمثّل الحبّ المطلق واتحاد الأحلام بالعالم الحقيقي. كلاهما مستحيل. وبين رسومات رمزية غامضة وبضعة أسطر تجتمع في عُقدة قصصية واحدة، يُولد كتاب "I Found a Heart"، محمَّلاً تجارب مررنا بها جميعنا في رحلة النّضج، من تخبّط مشاعر وتجارب متشعّبة وحبّ فانكسار.
لعلّ معادلة حبّ الذات فحبّ الآخر تتحكّم بمفاصل الكتاب. يُتقِن رفيق قيادة العجلة ويحدّد وجهته. الصحة النفسية محور الكتاب الذي يبحث في تشكّل الهويّة والذكريات، وغالباً ما يعود إليها، شأنه شأن مارسيل بروست في "جانب منزل سوان" حين أعاده عبير قطعة حلوى "المادلين" مغمّسة بالشاي إلى زمن غابر.
عند آخر منعطفاته، يخرج "I Found a Heart" من أبوّة الكاتب فيبلغ إطاراً حميمياً يحدّد معالمَه القارئ، حيث يُحوّل رفيق مولودَه كتابَ مذكّرات ويوميات يكتبها قارئه. "نحن قادرون على التعاطف مع بعض ومساعدة بعض من دون روابط مسبقة"، يقول. يعتبر أنّ الكتاب "انتقام إيجابيّ" لحبٍّ عاشه ولم يعرف طريقاً للكمال، و"خاتمة" اختارها لنفسه، لأوجاعه ولقصته.
"I Found a Heart" كتابٌ عصاميّ لم يوكل رفيق مهمّة طباعته وتوزيعه إلى دار نشر. هو كتابه الثاني، بعد "Indigo" الذي صاغه للأطفال، هديّة شخصية لكلّ بالغ، تحضّه على اعتناق مبادئ جديدة حول الاهتمام بالنفس. "هو هدية للقلوب التي حاولت".
[email protected]
Twitter: @Charbecassini
Twitter: @Charbecassini
