السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"أنْ تعشق الحياة" رواية لعلويّة صبح عن "دار الآداب": تجربة طليعيّة تعرّي الجسد المريض الخائن وتنتصر له وبه

المصدر: النهار
عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
"أنْ تعشق الحياة" رواية لعلويّة صبح عن "دار الآداب"
"أنْ تعشق الحياة" رواية لعلويّة صبح عن "دار الآداب"
A+ A-
 مَن تروي رواية "أنْ تعشق الحياة" لعلوية صبح، الصادرة لدى "دار الآداب"؟ هل الراوية تروي حقًّا أم الكاتبة؟ أعرف أنّ الراوية هي التي تروي. لكنّ الوقائع والتفاصيل والأحداث والأزمنة والأمكنة، ومعها بعض الشخصيّات، تومئ إلى الظلّ الخفيّ الهامس في عقل الراوية، ويكاد يمسك بيدها، ويملي ما يمليه، من دون أنْ تُستدرَج الرواية – تحت وطأة هذا الحضور الأنويّ السخيّ - إلى أراضي السيرة الذاتيّة. إنّها رواية لا سيرة، وهي رواية المرأة ( الأنا والنساء)، ورواية الجسد، والمرض، والحبّ، والأب والأمّ، كما الأمل والكفاح الروحيّ العظيم، بل رواية زمنٍ لبنانيٍّ بكامله؛ بأحواله، بأقداره، بناسه، بحروبه، بمآسيه، بزعمائه، بجلّاديه، وبالضحايا على السواء. تكمن أهميّة هذه الرواية في أنّها تتفرّد في إلقاء الضوء العميق والكثيف على الجسد الذي يقع في الفخّ الملحميّ الدراميّ الموجع للغاية: فخّ الانشلال الحيويّ، والانفكاك العصبيّ، وانفلات القياد الحركيّ، بحيث يصبح هذا الجسد نيزكًا فالتًا عصيًّا على توازنات مداره الكوكبيّ، أو كائنًا متمرّدًا وعاصيًا يتحرّك ويتصرّف خارج كلّ تدبيرٍ إراديٍّ. لكأنّه خارج نطاق الجاذبيّة الحكيمة التي ترشد حركاته، وتملي عليه الأفعال وردود الأفعال. فأيُّ تمزّقاتٍ، وأيُّ أوجاعٍ هي التمزّقات والأوجاع الواعية والنفسيّة التي تعصف بالكائن الذي لا يستطيع أنْ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم