السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

كتاب الأسبوع: بعض انكسار يُمهّد لنا أحياناً الطريق إلى الأوسكار!

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
شيرين كردي توقّع كتابها "Do What Lights You Up".
شيرين كردي توقّع كتابها "Do What Lights You Up".
A+ A-
وجدتها! و"هيك هيك محسوبة علينا"، حياة يُقال أننا لن نعيشها أكثر من مرّة، و"يا دوب". وها قد حلّ الخريف مُنبئاً بنسيم البدايات، بعد انقطاع وعزلة. والاقتحاميّة شيرين كردي تُريدنا في كتابها "Do What Lights You Up"، أن نعترف لأنفسنا بأننا في الواقع لن نعيش أكثر من مرة، ولهذا السبب، هيا بنا نتوسّل الشغف ثوب أيامنا، فنعترف لأنفسنا بأننا ربما نُريد أكثر من الحياة من وظيفة مرموقة ومعاش يسمح لنا بأن "نوصل لآخر الشهر ع القد". كردي الشغوفة التي إستمرّت الدردشات معها عبر الهاتف أسابيع طويلة، تطلب منّا في هذا الكتاب الأقرب إلى مُحترف ينفض عنّا غبار الخوف، أن نضع يدنا بيد أفكارنا المجنونة وأحلامنا الأكثر استحالةً، من دون أن تدعو الحاجة إلى أن نستقيل من وظيفتنا، أو أن نتغاضى عن مسؤولياتنا المُتراكمة، و"جلي وكوي" وتلبية طلبات، و"يا ريت حدن راضي". وانتظار لساعات طويلة لنحصل على القليل من البنزين. ويبقى الحلم بفوز جائزة الأوسكار والإطاحة بإنجازات "الست" ميريل ستريب، من الأحلام التي تُجاور الكوابيس لشدّة إلحاحها على جهازنا العصبي.
 
 
 وبما أنها سيرة وانفتحت عن الكوابيس، هل أجمل من الكابوس المتُجسّد بالظلمة التي نعيشها واقعنا "يومك، يومك". وها هو الواقع، هذا الشرير الذي لا يرحم، يُذكرنا بأننا قد قد نصل إلى اليوم الأخير لنا في هذه الدنيا الساحرة والماكرة في آن، من دون أن نحقق "شي خُمس من أحلامنا"... و"أريد أن أشكر مارتين سكورسيزي لأنه تجرّأ وقدّم إلى فتاة خمسينيّة فرصة الخروج من الزاوية بعد سنوات من أحلام اليقظة وخيبة رايحة، خيبة جايي". ذات يوم، تجرأت شيرين كردي واستقالت من وظيفتها المرموقة لأنها لم تعد سعيدة. والسعادة عادةً أبعد من القمر، ويضحك علينا، بفعلها، من حولنا إذا ما خطر في بالنا من وقت لآخر، أن نبحث عنها... و"إلى الذين يُصفقون وقوفاً تحية لفوزي بجائزة الأوسكار، أودّ أن أقول: سوف أذكركم بالخير".
 
 
وصحيح أنّ الشركة التي كانت تعمل فيها، عشقت كردي الرائعة التي تعيش حياة عائليّة يحتذى بها، ولكن هذه الحالمة أرادت أن تساعد في تحقيق أحلام من ما زال يجرؤ على الحلم. ولم يعد يهمها المال والمركز "يالّلي يا لطيف". صار همّها أن تُصبح الناطقة باسم أحلام الآخرين. وفي الكتاب كما في حديثنا، أكّدت كردي أنّ الاتصال بجنوننا وأحلامنا لا يتطلّب تغييرات جذريّة نستحق من خلالها تعبير: "يا تعتيري! فرد مرّة قرر يترك البنك ويروح على الهند يبشّر بالسلام ويعانق الشجر؟". ولكنها قد تتجسّد بخطوات صغيرة نقوم بها يومياً لنخرج من هذا السجن الكبير والمُظلم الذي نعيش فيه... و"فوق الدكّة، أصوات المولّدات ومواجهات الجيران بعضهم مع بعض خلال ساعات الظُلمة الطويلة" تهدهد انكسارنا! شيرين كردي تطلب منا أن نستمع إلى صوتنا الداخلي الذي يُرشدنا إلى الأرجوحة التي يلهو عليها ذاك الطفل الذي ما زال يتربّص في مكان ما في داخلنا، هناك، بين الفواتير المُتراكمة وأحلامنا المُستحيلة التي باتت تتجسّد بـ"همبرغر مع بطاطا مقليّة" بأقل من مليون ليرة. في الكتاب تطرح علينا كردي أسئلة نُجيب عليها على "فضاوتنا"، ومن دون خوف من أن تكون هستيريّة في تصميمها. وهذه الأسئلة ستُرشدنا إلى مخاوفنا.
 
ومخاوفنا، كما سنكتشف بعد الانتهاء من الكتاب الرائع، هي في الواقع البوصلة التي ستوصلنا إلى السعادة. هذا الوهم الجميل تماماً كالحياة.
 
 
ومن يعلم، قد تتجرّأ الفتاة الخمسينيّة الصغيرة التي بقيت سجينة الزاوية طوال حياتها، وتفوز بجائزة الأوسكار... و"عزيزتي ميريل ستريب، يسرّني كثيراً أن ألبّي دعوتك إلى فنجان قهوة في ربوع نيويورك الخليلة الجامحة. واسمحي لي أن أعزّز معلوماتك، وأقول لك أن ثمة خليلة أخرى تُنافس جموح المدينة التي لا تنام. يوماً ما، ست ميريل، نزور معاً حبيبتنا بيروت. نأكل المشهيّات عند العنتبلي. ونحتسي القهوة في مقهى الروضة".
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم