"حوارات في الثقافة والتاريخ" لخالد زيادة منهج جديد لتفحص تاريخ طرابلس

أنطوان أبو زيد"حوارات في الثقافة والتاريخ" (دار رياض للريس للنشر)، هو كناية عن 34 مقابلة أجريت مع الدكتور خالد زيادة، تمحورت حول الكثير من المسائل والمصطلحات والقضايا المتصلة بالتاريخ والسياسة والفكر والواقع وأحوال التمدّن وغيرها مما كان قد تطرّق له في أبحاثه وكتبه على مدى أربعين عامًا. تنقسم المقابلات خمسة محاور كبرى هي: علاقة المثقف بالسلطة والفقهاء، وعلاقة المثقف بالمدينة، والمثقف والإسلام والغرب، والمثقف والدولة والحداثة، والمثقف الأديب. ذلك أنّها، وإن تباعد الزمن في ما بينها، وتعددت الكتب الكثيرة التي استلّت منها هذه الموضوعات وكانت صدرت للكاتب بالتزامن مع المقابلات، ووجدت لها أصداء واسعة في العالم العربي والغربي على حدّ سواء، تمثّلت في ترجمة العديد من كتبه الى لغات العالم الحيّة. المقابلة الثانية، "قراءة السجلاّت الشرعية في ضوء مناهج العلو الاجتماعية"، التي أعدّها الكاتب عبد القادر الأسمر، تفرّدت عن غيرها من المحاور، إذ عرّف فيها خالد زيادة بالمنهج الجديد الذي اعتمده لتفحّص تاريخ مدينة طرابلس وأيّ مدينة، وقصد بذلك إخضاع سجلاّت المدينة الشرعية (الإسلامية) "حوارات في الثقافة والتاريخ" التي تعود الى حقبة 1666-1750، وبلغت 40 الف صفحة من القطع الكبير، للدرس بناءً على مفاهيم علم الاجتماع المعاصر، معطوفًا على معارف في علم التأريخ الخاصّ بالحقبة المدوّنة فيها. وأيا تكن العبرة من اعتماد هذا المنهج، وإمكان تطبيقه على سائر السجلاّت الشرعية، والكنسية (عند زملاء زيادة، من أمثال سيمون عبد المسيح، وسعاد سليم،...