الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

رياض نجيب الريّس رحيله ندم

المصدر: "النهار"
Bookmark
رياض نجيب الريّس.
رياض نجيب الريّس.
A+ A-
رؤوف قبيسي لا أتردد في قول ما أظنه حقيقة، أو ما أعتقد أنه حقيقة، ولا أخشى في ذلك لومة لائم. وعندما كنت صبيا يافعا قرأت أن بعض تلاميذ مدرسة أثينا القديمة، أخذوا على أرسطو، إنتقاده افلاطون، أستاذه في الفلسفة، وحين سألوه عن السبب، أجاب: "أريد الحقيقة، وأريد افلاطون، لكني أريد الحقيقة أكثر مما أريد افلاطون". بقي قول الفيلسوف الذي أطلق عليه قدماء العرب لقب المعلم الأول، محفوراً في وجداني على مدار عمري، وأخذته شعاراً فلم أنتمِ في حياتي كلها إلى عقيدة حزبية أو دينية أو سياسية، وعندما انتُخب ميشال عون رئيسا للجمهورية اللبنانية في خريف العام 2016، كتبت مقالا عنيفا ضده بعنوان "رسالة إلى ميشال عون مجردة من لقب الرئيس" وأرسلته إلى الصديق المرحوم المحامي شوقي بويز، للوقوف على رأيه، فقرأه المرحوم شوقي بإنعام، وحذرني من نشره وقال لي: إياك ثم إياك، واعتبر أن ما فيه هو بمنزلة حرب على رئيس الجمهورية. لم تكن حملات الانتقاد على ميشال عون قد بدأت بعد، وكان بمقدورالرئيس اللبناني أن يحيلني على المحاكمة وعلى السجن، لكني لم اكترث، ومضيت غير مبال، ونشرت المقال في جريدة "الأخبار" اللبنانية، ثم جاء من يقول لي في ما بعد إن عون قرأ المقال، لكنه لم يلجأ إلى أي تدبير بحقي، وهو ما كان المرحوم شوقي يخشاه عليّ أكثر مما كنت أخشاه على نفسي! أبديت عدم اعترافي كمواطن لبناني حر، بميشال عون رئيسا للبلاد، ولا أزال عند هذا الرأي، واعتبر الزعماء اللبنانيين كلهم مسؤولين عن الخراب الذي حل بالوطن الصغير الذي كان أخضر وجميلا، فحولوه إلى بلد من أسوأ بلدان المنطقة والعالم. لا استثني من هؤلاء أحداً، حتى الذين هللت لهم الجماهير، وأقامت الحكومات المتعاقبة لهم التماثيل، ووضعت اسماءهم على الجادات والساحات، والسبب بسيط، هو أنهم جاؤوا إلى مراكزهم على سلّم هويات طائفية لا علاقة لها بالإيمان، وضررها على البلاد على المدى الزمني البعيد، يفوق أي خدمة يسديها الزعيم للشعب ويراها الناس جليلة. وأي لقمة عيش يطرحها...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم