الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

قراءة في "مبدأ الريبة"... التروّي قبل القرار

المصدر: "النهار"
الغلاف.
الغلاف.
A+ A-
محمد موسى صالح- الكويت

 
عندما بدأت ملحمة تشكيل "نظرية الكم" التي تعدّ من أهم نظريات الفيزياء، كانت النظرية قد قطعت أشواطاً من التعديل والتنقيح والصواب والخطأ قبل أن تستقر.
 
وقد واكب تلك الملحمة جدلٌ فكري أسّس لبزوغ إطلالة فلسفية جديدة ذات نزعة ارتيابية عُرِفت بمبدأ اللايقين (uncertainty)، أو بشكلٍ أدق مبدأ الريبة (skepticism)...
 
طرح هذا المبدأ هازنبرج، عام 1927 وهو عالم فيزياء لم يتجاوز الـ25 من العمر في فترة زمنية عجّت بفطاحلة علماء الطبيعة لم يكن اينشتاين سوى أحدهم.
 
ما أثار قريحة هزنبرج هو انتشار مبدأ "الحتمية" التي يؤمن أصحابها بأنّ العقل البشري سيصل حتماً إلى الفهم العلمي المطلق للطبيعة، وسنعرف كل شيء عنها يوماً ما.
 
غير أنّ هازنبرج يُشكّك في هذه الحتمية.
هو يقر بأن معرفتنا بأشياء تأتي من جهلنا بأشياء أخرى، كما لو أنّ العلم يحتّم الجهل.
 
بعبارة أخرى: مبدأ الريبة لا يقول إنّ البشر قد خُلقوا على نحو يحول دون قدرتهم على فهم العالم، بل يقول إنّ العالم قد خُلق على نحو يحول دون قدرتهم على فهمه.
 
إنه باختصار يدعو للمزيد من الاحتراز في إصدار الأحكام أو القفز إلى النتائج...
 
هو مبدأ يزعزع ثقتنا بمفاهيم اعتدنا على تداولها مثل "الكلمة الفصل" و "الحل النهائي" و "الحقيقة المطلقة".

تعليقي: مبدأ الريبة يدعو إلى التروّي والتأنّي قبل إبداء آرائنا واتخاذ قراراتنا.
 
ويذكرني دوماً بالآية الكريمة (نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مّن نّشَآءُ وَفَوْقَ كُلّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ )...
وبيت الشعر القائل:
كلما أدبني الدهر أراني نقص عقلي...
وإذا ما ازددت علماً زادني علماً بنقصي.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم