اشترِك في نشرتنا الإخبارية
لا يملّ من الحديث عن دمشق... واسيني الأعرج: شجّعتُ كتّاباً باتوا معروفين اليوم
11-11-2020 | 13:08
المصدر: الشارقة- "النهار"
اسم ينتظره عشّاق الكتاب في كلّ المعارض. صاحب القبّعة والشال، هذه المرّة يقيم جلساته "أونلاين". إجراءات كورونا أبقت المسافات بعيدة، لكنّ عالم التواصل والتكنولوجيا قرَّب كلّ مسافة. تحدّث الروائي الجزائري واسيني الأعرج خلال ندوة أقيمت من بعد ضمن معرض الشارقة، عن دعمه الكتاب الشباب وتشجيعه لهم: "أنا أحتفي بالنموذج المتميّز، وحدث أن شجعت العديد من الكتاب وباتوا اليوم معروفين، فأنا لا أستطيع أن أبعِدَ أحداً عن الكتابة، بل أسعى لمنحه فرصة، لا أقطع عنه السبيل، وأصارحه بما يمتلكه من قدرات ولا أكذب عليه".
وخلال جلسة حوارية ضمن فاعليات الدورة الـ39 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، أدارها الإعلامي محمد أبو عبيد عبر منصة "الشارقة تقرأ"، تناولت العديد من المحاور المتعلقة بالرواية وبنيتها، والفروقات بينها وبين الأجناس الأدبية الأخرى تطرق الأعرج، الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في العام 2007، للحديث عن بداياته في كتابة الرواية وعلاقته بالفنّ والعاصمة السورية دمشق وغيرها من المواضيع.
وقال: "أول نص حقيقي لي في مجال الأدب الروائي كان "وقائع من أوجاع رجل"، ولا أنسى أثر شخصيات ثقافية مرموقة عليّ مثل أنطون مقدسي، وحنة مينا، الذين بفضلهم أصبحت روائياً، وقد لمست منهم الكثير من الحفاوة والتشجيع والتقدير، وتعلّمت منهم أن أؤمن بأهمية دعم المثقف للكاتب الموهوب، وألاّ يبخل عليه ولا يتهاون معه في الوقت نفسه"، موضحاً أنّ الرواية واحدة من الفنون الأدبية التي تستند بشكل كبير على الموهبة، لافتاً إلى أنّ صقل المواهب الروائية وتنميتها عامل مهم يسهم في اكتشافها واستنباط ما بداخلها من إبداعات، الأمر الذي ينعكس بدوره على بنية العمل وقيمة المنجز الذي يطمح له الكاتب في مسيرته.
وتابع: "شاركت أخيراً في ورشة أقيمت في الشارقة تُعنى بتدريب الكتّاب الشباب على العمل الروائي، ومن الضروري إقامة مثل هكذا ورش كونها تمنح الكتّاب الموهوبين فرصة الكتابة بشكل منظّم، كما أنها تسهم في الكشف عن الكثير من الكتّاب الواعدين في مجال التأليف الروائي، الذي أعدّه فنّاً أدبياً يعتمد بالدرجة الأولى على الموهبة التي تقود لصناعة كاتب كبير، حيث تعلّمت خلال مسيرتي أن التفاصيل الصغيرة تكشف قدرات الكاتب الإبداعي، ويمكنك أن تميّز الموهوبين من كتاباتهم ورؤاهم التي يضّمنونها للنصّ. ولكن في المقابل، لا يمكنني إنكار وجود أعمال كثيرة يُعتقد أنها روايات لكنها في حقيقة الأمر خواطر".
وأضاف: "ترأست العديد من لجان التحكيم التابعة لجوائز عربية كبرى في حقل الرواية، الكثير من المشاركات التي كانت تصل هي خواطر يُطلق عليها تسمية (رواية)، هذا يدفعني للقول إنه يوجد الكثير من الكتّاب لا يمتلكون وضوحاً في الرؤية بما يتعلق بكتابة الرواية، فهي جنس أدبي طرأ عليه الكثير من الاختلافات والتطورات منذ بدايته وحتى اليوم".
وعن تحوّله من قاصّ إلى روائي، وأثر دمشق عليه، قال الأعرج: "أنا لا أملّ من الحديث عن دمشق لأنها مدينة القلب، جزء كبير من حياتي وذاكرتي قضيته هناك في الشام، وبالفعل ذهبت لها عندما كنت أكتب القصة القصيرة، وأولى المحاولات بالنسبة لي تمثّلت في كتاب (جغرافية الأجساد المحروقة) الذي أعتبر أنه امتلك نظاماً قصصياً ممتداً ولم يكن يمتلك مقياساً أساسياً للرواية، بالرغم من اطلاعي على العديد من الأعمال من روايات عالمية وعربية وغيرها رسّخت في داخلي هذا المفهوم".
