الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"وطن اسمه فيروز" عن "مؤسسة الفكر العربي": يجمع 37 عَلَماً ثقافيّاً من العالم العربي ولبنان

المصدر: "النهار"
Bookmark
"وطن اسمه فيروز".
"وطن اسمه فيروز".
A+ A-
الدكتور قصي الحسينقلما نجد شخصا، شخصية، فنانا، عملا، وطنا، جمهورية، جمهورية صوت، جمهورية معنى، جمهرة من الناس، أو قل بطلا، أو أبطالا، بالسقف العالي للبطولة، قلما نجد أقله، واحدا من هؤلاء جميعا، يمنح بكل رضا وعفوية، وكالة عامة للأقلام، وكالة عامة للتصرف: كتابة ونقدا ومتابعة وتأريخا وشغفا وحبا، مثلما تفعل السيدة فيروز مع الناس، كل الناس، بلا استثناء. لا لشيء إلا لأن الاستثناء هنا مفقود، غير موجود أصلا. إلا لأن الجميع، من العشاق، ولا أحد يند عن هذا السرب الفيروزي من الناس.لم أجد كتابا يعبر عن الشغف والحب، لم أجد مصنفا، يدوّن وكالة الأقلام كلها، عن الصوت المتدثر بنفسه، عن الصوت المتدثر بشال الحرير، بعباءة شخصية فريدة، عبقرية فريدة، مثلما وجدت في كتاب "وطن اسمه فيروز"، الصادر عن "أفق. مؤسسة الفكر العربي"، إشراف الدكتور هنري العويط، وهيئة التحرير المؤلفة من الباحثين الأديب أحمد فرحات والدكتورة رفيف رضا صيداوي.تمنح السيدة فيروز حقا، كما يتبدى لي من خلال هذا الكتاب/ السفر، وكالة عامة لجميع الأقلام بلا استثناء: أن تعالوا إلي. كأنها تقول بلسان الشاعر وليد سيف: كل داخل سيأتي إلي، وكل خارج أيضا. لا يحتاج هذا الحشد أن يأخذ وكالة منها أصلا، لأنه يشعر حين تغني أن الصوت موجه إليه، وأن الشعب بالتالي موجها، موج صوتها. وهل يحتاج الموج، إلى وكالة من بحر؟!الإصغاء والهيام، وأنت "ترى الناس سكارى، وما هم بسكارى"، هذا هو الهوى. هذا هو الحق العام، الذي يمنح دنيا الناس، أن يكونوا جميعا موكلين بالجمال، معنيين به، يتبعونه حيثما هو. يدورون كثيرا، يطبقون الأرض، الآفاق جميعا. يتفرقون، يشردون، يدبون في الأنحاء، في الشرود، ولا يجتمعون إلا على بابها؛ باب السيدة فيروز، أيقونة الغناء العربي.الإعجاز الفيروزي إذاً، يمنح الأقلام جميعا، حقا واحدا للجميع، حقا مقدسا للجميع: الرهبة والخشوع والدخول مع شمعة، في طقس صلاة. هذا هو الإعجاز الفيروزي، الذي لا يضارعه إعجاز فني على الأرض. حتى صار وطنا لهم جميعا. صار وطنا اسمه فيروز.تلبي جميع الأقلام شغفها في هذا الكتاب، إذ تلبي، مانحة نفسها بنفسها، الوكالة العامة، تماما، مثل أجنحة الطير، حين تلبي دعوة السماء في التحليق. وهل من طير بعد ذلك لا تراه يحلق، لا تراه يطير، إذا ما صادف الفضاء الأخيلا؟!سفرٌ هو هذا الكتاب: وطن اسمه...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم