الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"حكايتي مع الكتاب" لناصر جرّوس: انفتاح حركة النشر العربية على العالم

المصدر: "النهار"
الغلاف.
الغلاف.
A+ A-
ليليان يمّين
 
متكئاً على ثقافة أدبية كبيرة، آتياً من عائلة حملت وجعاً اسمه الحنين إلى حيفا، طالب الحقوق والباحث عن العدالة، مسطّرا حكاية عشق للكتاب موزّعاً، ناشراً ومؤسّساً للمعارض الدولية، الزوج الرقيق والوالد الجميل والإان المتأثر بعصامية "أديب" الأب، حاملاً همّ مدينة طرابلس، حالماً لها بالأفضل يأتيك اليوم الناشر والكاتب ناصر جروس راوياً سيرته الذاتية تحت عنوان "حكايتي مع الكتاب" الصادرة من داره "دار جروس برس ناشرون" بطباعة أنيقة تليق بفخامة قلم الرواي وتتلاقى مع خبرة السنين الفنية الطويلة في مجال النشر والتوزيع.
 
"انّ للقدر تدخلاً في رسم حياتنا، من خلال مهنة والدي التي ترسخت في التعاطي مع الصحف والمجلات العربية والأجنبية". من وكالة توزيع المطبوعات، كانت الانطلاقة في طرابلس مع عمّه فيليب وشقيقه المرحوم باسل ونسج علاقات مع دور النشر "لنكون موزّعين لمنشوراتها، ومن ثمّ عرض الكتب باسم هذه الدور في معارض الكتاب التي بدأت في شكل متواصل بدءاً من نهاية السبعينات". وتطوّر العمل من توزيع المجلة والصحيفة، الى افتتاح مكتبة "لو بوكان" في شارع عزمي، إلى مركز توزيع الكتاب، الى الاهتمام بالكتاب المدرسي، كان لا بد من خطوة الى الأمام فكان تأسيس دار النشر في العام 1980 تحت اسم "جروس برس" التي نشرت ما يزيد على 400 عنوان منها 100 عنوان لكتّاب شماليين، "هنا شعرت بضرورة أن يتوسّع توزيعنا ليصل الى العالم العربي في العام 1990".
 
ويعرض جرّوس لخوضه غمار العمل النقابي عبر "اتحاد الناشرين العرب" وتطوير مهنة النشر على جبهتين داخلية وخارجية من خلال تفعيل لجنة حماية الملكية الفكرية. "وبما انّني كنت أنظر منذ دراستي الجامعية الى الضفة الأخرى من البحر المتوسط، لا انتفاضاً لثقافتنا العربية، بل للتعرّف على ما يجري في الجهة الأخرى لكي نستفيد من خبرتهم، ونتعرّف بصورة افضل على ثقافتهم، وبالتالي نعرّفهم على ثقافتنا، اقترحت على مجلس النقابة اقامة معرض دولي للكتاب. واعتمدت وزارة الثقافة مرجعاً لإعطاء الأرقام للناشرين، ثم دُعونا الى المشاركة في معرض فرانكفورت للكتاب الذي هو المعرض المهني الأوّل في العالم لنتعرّف على حركة النشر الدولية".
 
 

كتابٌ في كتب عدة، يكتب العمر ويعلّقه كأيقونة، "حكايتي مع الكتاب"يعكس الغنى الإنساني للرجل، فوجوه أصدقاء الراوي لا تمرّ مرور الكرام، تجالسك وتحتسي معك فنجان قهوة فتتعرّف إليها لأنّ الكاتب أضاء عليها بعين ملؤها الوفاء والحبّ، هو الأمين على رفاق الذاكرة أمانته على أصابع اليدين.
 
ناصر جروس رجل يشبه الجانب المضيء من العمر نموذج العصامية والانفتاح وهو المنحاز بفطرته إلى الكتاب لم يجد أعزّ منه ليودع صفحاته اليوم سيرته فيصير الكتاب هو المؤتمن على الذاكرة والحلم. كتاب مطرحه القلب لكل أصدقاء وعارفي ناصر جروس وإضافة حياتية لكل قارئ يجذبه العمق والمعنى، كتاب ملؤه العبر لرجل يعشق الحياة وقد مارسها حلماً، كتاب هو برهان من براهين عدة على أنّ هشاشة هذه الحياة لا تواجَه إلا بالعمل بمحبّة.

"ولأنّ المذكرات عادة ما تكون كلمة وصورة"، جاءت على قسمين يسند أحدهما الآخر، قسم الكلام وقسم الصورة، "ليظهر ما مرّ معي طيلة هذه السنين، على افضل ما يمكن" ليعلن جرّوس في ختام حكايته "أنّ الوقت ما زال مبكراً للتفكير في التقاعد، على أن ينصب اهتمامي مع أهل مدينتي طرابلس لتعود مدينة العيش الواحد، وبذل الجهود مع زملائي الناشرين للتعريف بالأدب العربي في المحافل الدولية".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم