الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

رواية "آنغيلا شرق بيروت غرب برلين" لكمال ديب: غربةً منسيّة في الأدب الروائيّ العربيّ في المانيا

المصدر: "النهار"
Bookmark
الدكتور كمال ديب.
الدكتور كمال ديب.
A+ A-
البروفسور إيلي توما*صدرت في بيروت عن دار النهار للنشر رواية كمال ديب الجديدة "آنغيلا شرق بيروت غرب برلين" في 320 صفحة، يوقّعها المؤلف في مهرجان الكتاب اللبناني في أنطلياس في 4 آذار الجاري. قبل عام، طلب إليّ أستاذي كمال ديب إعطاءه رأيي في هذه الرواية، وظننتُ أنّ قراءتها ستستغرقني أسابيعَ طوالاً. وكانت المفارقة أنّني قرأتها في أيّام، وفي اليوم الرابع وجدتني أزوره في مكتبه بالجامعة لأعبّر له عن إعجابي بهذه الرواية. وكعادته في تخصيص الوقت للزائر وتوكيد اهتمامه الشخصيّ، أقفل الباب وجلس يصغي إليّ: فأخذتُ أحكي له انطباعي وتفسيري أحداث الرواية. وهو يكتبُ بسرعة ما أقول، وكأنّه في هذه اللحظة بات التلميذ وأنا المعلّم. وعندما أفرغتُ ما في جعبتي كان قد كتبَ ورقتَيْن أو أكثر، فناولني إيّاها مُعلناً أنّ ما قلتُه يستحقّ أن أشارك فيه كلّ مَنْ سيقرأ هذه الرواية. ولكي أَطمئِنَّ، شرح لي أنّ المسألة لن تستغرق وقتاً منّي، فهو لا يريد سوى صياغة ما قلتُه له، لا أكثر ولا أقلّ.وأختصرُ هنا ما قلتُه: انطباعي الأوّل هو جانب الرواية الملحميّ التي تطاول أحداث لبنان منذ ١٩٥٠ إلى القرن الجديد عبر ما يواجه أبطالها. يتعلّم القارئ ترابط الأمور وشدّة تعقيدها، لا بل يعيد النظر في كيفيّة فهمه لبنان والعالم العربيّ. والانطباع الثاني هو أنّ الرواية، بحسب علمي، هي أوّل عمل دراميّ يغطّي ظروف الهجرة إلى ألمانيا. فقد يعثر المرء على دراسات وأبحاث عن هذه الهجرة من منطلقات اجتماعيّة واقتصاديّة؛ ولكن هنا يمسك كمال ديب بيد القارئ ليخبره قصّةً تقوده من قلب لبنان إلى أوروبّا، حيث يكتشف بطلها في ما بعد أنّ في ألمانيا لبنانيّين وسوريّين وفلسطينيّين وعراقيّين يعيشون هناك منذ ستّين عاماً ولكلّ منهم حكاية.ثمّ هي قصّة حبّ تجمع الشرق والغرب، وتحفل بمعاناةٍ وتضحيات، وسعادةٍ وشقاء، وعاطفةٍ وألم، وعلاقاتٍ حميمة، جنسيَّة وروحيَّة، في لبنان وألمانيا.  وهنا أحذّر القارئ من احتمال إدمانه قراءة هذه الرواية منذ الصفحة الأولى، فهو لن يتركها ليعود في ما بعد، بل يمسكها بيديه ولا يريد أن يفارقها. يريد أن يعرف المزيد والمزيد، الآن حالاً فوراً، عن أحداث تواجه بطلها يوسف ناصر الذي ينتقل من قرية بيت الهاني إلى شرق بيروت، ومن غرب برلين إلى غرب ألمانيا، ثم يعود إلى بيروت مع حبيبته الألمانيّة آنغيلا. ويبقى أن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم