الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ليون مدينة الأخوين لوميير رائدي العروض السينمائية: قلعة جمهور الصالات في زمن يهدد الشاشة

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
Bookmark
خلال أحد العروض في مهرجان لوميير (هـ. ح.).
خلال أحد العروض في مهرجان لوميير (هـ. ح.).
A+ A-
ليون - هوفيك حبشيان      اسبوع من الوجبات السينمائية الدسمة الأشبه بغذاء للروح والعقل والأحاسيس. هذا ما كانت عليه الأيام السبعة التي أمضيتها في ليون لحضور مهرجان لوميير السينمائي الذي اختُتم بتكريم المخرج الأميركي تيم برتن وتسليمه جائزة عن مجمل أعماله. الاحساس بالانوجاد في قلب الفنّ السابع رافقني لحظة بلحظة. الاحتكاك بالجمهور ومعايشة نبض المدينة على إيقاع الأفلام والبحث الدائم عن آخر الكراسي الشاغرة في صالات مكتظة… هذا كله بات له معنى آخر في عصر ما بعد الكوفيد حيث المنصّات وادمان المشاهدة المنزلية وتراجع الاقبال على دور العرض بعضٌ من الأخطار التي تهدد فنّ الشاشة الذي ولد هنا في ليون على أيدي لوي وأوغوست لوميير في أواخر القرن التاسع عشر. رغم اني أغطّي هذا الحدث منذ ست دورات، فالدهشة مستمرة ومتواصلة في كلّ مرة؛ الدهشة من مستوى البرنامج ونوعية العروض، وأيضاً وخصوصاً من هذا الجمهور الذي يتهيأ لي انه لا يتنفّس خلال المشاهدة، حد اني ارمي نظرة سريعة أحياناً على بعض المشاهدين كي أطمئن انه لا يزال حيّاً. هذا الجمهور المثقّف والواعي والفضولي هو رصيد لوميير وهو الذي يمكن اعتباره حصناً منيعاً أمام كلّ محاولات الزمن الحالي لتفتيت تقاليد مشاهدة الفيلم السينمائي داخل صالة.الدورة الرابعة عشرة انطلقت مع "البريء" للمخرج والممثّل الفرنسي الشاب لوي غاريل. كوميديا خفيفة تختلف جذرياً عن أفلامه السابقة المتناسلة في الأساس من سينما والده فيليب. أمٌّ بلا زوج تُغرَم بسجين من أصول عربية فتقترن به داخل السجن، وعندما يخرج يورّط هذا السجين السابق ابنها في عملية سطو على شاحنة محمّلة الكافيار الإيراني الفاخر. دور الابن لعبه غاريل بنفسه أما السجين فجسّده رشدي زم (الذي عُرض له أيضاً فيلمه الأخير "ناسنا" من ضمن العروض الأولى التي يقدّمها المهرجان)، في حين تألقت أنوك غرينبر في دور الأم الصعب. الاستقبال الذي حظي به الفيلم عند عرضه في صالة توني غارنييه، حيث تجمّع ما لا يقلّ عن خمسة آلاف مُشاهد، أضحى مصدر ذهول لغاريل فلم يستطع اخفاء بهجته من لحظة كهذه ربما لن يعيشها مرة ثانية في حياته. لكن، قبل هذا كله، كان ينبغي التوقّف مع غودار الذي ألقى بظلاله على الحدث، اذ لم تُرفع الستارة الا بتحية لهذا الاله السينمائي الذي رحل الشهر الماضي. فيديو يستعيد أهم لحظات فنّه، البصري والبلاغي، مع التركيز على مَشاهد من "الاحتقار"، اقتُرحت على الجمهور. هذه الالتفاتة للمعلّم لم...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم