الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مجدي أحمد علي: عشتُ الديكتاتوريات ومعنى التعلّق بزعيم أوحد (فيديو)

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
مجدي أحمد علي خلال المقابلة مع "النهار".
مجدي أحمد علي خلال المقابلة مع "النهار".
A+ A-
"2 طلعت حرب" أحدث أفلام المخرج المصري مجدي أحمد علي الذي له في السينما المصرية أفلام عدة أبرزها "يا دنيا يا غرامي" و"أسرار البنات" و"عصافير النيل" وغيرها. على غرار "عمارة يعقوبيان"، يتصدّر المبنى الواقع في "2 طلعت حرب" (الميدان القاهري الشهير)، بصفته شخصية رئيسية تتناسل منها الحكايات، وهي شاهدة على التحوّلات التي طرأت على مصر، في السياسة والاجتماع والاقتصاد. من خلال هذه العمارة المطلة على ميدان التحرير، وكلّ ما سيحيط بها، من مقيمين وعابرين، يقدّم المخرج المصري قراءة لتاريخ مصر الحديث، وهي قراءة لا تخلو من إيديولوجيا وتسييس، تعبّر عن وجهة نظر المخرج نفسه الذي ولد في مطلع الخمسينات، وكان بلغ للتو سن الرشد عندما توفي جمال عبد الناصر، وعاصر آخر سبعة عقود من سيرة بلاده، وهو تالياً معجون بكلّ الأحداث التي ولدت منها مصر الحديثة.

ينطوي الفيلم على أربع حكايات منفصلة بعضها عن بعض، على غرار أفلام السكيتشات، لكن يعبرها خط يجمعها في المحصلة. تنتهي واحدة فتبدأ أخرى. هذه الحكايات تغطّي نحو نصف قرن من تاريخ مصر، أي منذ الستينات وصولاً إلى لحظة اندلاع “ثورة يناير” في مطلع العقد الماضي. كلّ شيء يتغير، ولا شيء يبقى على حاله، الا حارس العمارة وأسرته. الحكاية الأولى تجري فصولها بالأبيض والأسود في زمن عبد الناصر وبطلها طبيب يرفض الخضوع لاملاءات الدولة البوليسية التي كانت سائدة في تلك الفترة (من دون كشف المزيد عن الخيوط)، فيتم القبض عليه، وهكذا تنتهي الحكاية الأولى. الحكايات الأخرى كلها تريد إثبات شيء ما (نقد للمرحلة أو تفكيك الاسطورة) وتطرح مسائل جادة بأسلوب مقتضب، كالقضية الفلسطينية التي تظهر من خلال شاب يأتي من بيروت إلى القاهرة في خضم الأجواء النضالية التي سادت في زمن حكم السادات. وينتقل الفيلم من حقبة إلى أخرى، فنصل إلى فترة حكم مبارك مع ما يرافقها من فساد على مستوى عال، وغمزة إلى المد الديني الزاحف إلى مصر.
 
طلعت حرب" لمجدي أحمد علي".
 
الفيلم من إنتاج "جمعية الزمن الجميل"، وهذه التسمية إن دلّت على شيء فعلى السينما التي أراد مجدي أحمد علي استعادتها، بعد سيطرة السطحية والاستهبال على معظم الإنتاج المصري الحالي. سينما أرادها ملتزمة جادة وفيها نزعة ماضوية، سينما ترينا تشابك مصائر الأفراد مع الظروف السياسية التي تتجاوزهم. لكن النيات لا تصنع الأعمال المهمة، اذ ان الفيلم يشكو من عيوب تأليفية وإخراجية وتمثيلية عديدة، والأفكار الملقاة كانت تتحمّل نقاشاً أعمق. مع ذلك، يبقى “2 طلعت حرب" بياناً سياسياً من مخرج يساري يعيد موضعة الكائن المصري وسط التطورات الكبيرة التي عصفت به، مشرعاً الباب أمام جدال لم يحدث للأسف.

في مهرجان مالمو للفيلم العربي، حيث عُرض الفيلم، كان لـ"النهار" اللقاء الآتي مع مجدي أحمد علي.
 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم