الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

الفيلم الوثائقي "العودة"... تجربة ذاتية عن محنة كورونا والعائلة والفن

المصدر: "رويترز"
المخرجة المصرية سارة الشاذلي في مهرجان الجونة السينمائي (أ ف ب).
المخرجة المصرية سارة الشاذلي في مهرجان الجونة السينمائي (أ ف ب).
A+ A-
لم تكُن المخرجة المصرية سارة الشاذلي، التي تدرس السينما في الخارج، تُخطّط لأي شيء لدى عودتها للقاهرة في آذار 2020 سوى قضاء بعض الوقت مع العائلة، لكنّ تفشي جائحة كورونا فرض عليها إقامة امتدت لبضعة أشهر كانت أحداثها هي محور فيلمها الوثائقي الطويل "العودة".

الفيلم مدته 76 دقيقة، وهو الوثائقي الطويل الأول بعد نحو عشرة أفلام قصيرة حصل بعضها على جوائز دولية مثل فيلم (إيزابيل) الفائز بجائزة أفضل فيلم قصير بمهرجان القاهرة السينمائي العام الماضي.

ينطلق الفيلم من تجربة شديدة الخصوصية لعائلة سارة الشاذلي في فترة صعبة عاشها العالم وسط تخبّط وقلق بسبب غموض الفيروس الجديد ليتحول إلى تجربة إنسانية عامة يمكن أن يجد كل مشاهد نفسه وعائلته مكان هذه الأسرة على الشاشة.

ورغم ثقل الوقت وتجمّد مظاهر الحياة في تلك الفترة بسبب فرض حظر تجول طوال الليل في مصر، يأتي الفيلم مفعماً بالحيوية والمرح الذي يضفيه بشكل خاص الأب نبيل الشاذلي بحبه الكبير للموسيقى والرقص والطبخ وابنته سارة.

وبعدما دارت معظم الأحداث في بيت العائلة بالقاهرة، ينطلق الفيلم إلى آفاق أرحب فتنطلق الأحداث إلى بيت آخر في منطقة دهشور بالجيزة حيث تقضي سارة مع أبيها وأمها وشقيقها يوسف بعض الوقت ثم يذهبون إلى شرم الشيخ للاستمتاع بالشمس والبحر ومنها إلى الساحل الشمالي.

ومن خلف الجدران الصامتة إلى الأماكن الرحبة المشمسة، تنساب الأحاديث تلقائية بين أفراد العائلة عن ذكرياتهم وحبّهم للسينما والموسيقى وأمنياتهم للمستقبل بل حتى عن حقيقة الموت وما بعده.

وقالت سارة في مقابلة مع "رويترز"، بعد عرض الفيلم في مهرجان الجونة السينمائي: "نحن عائلة محبة للفن بشكل عام والكاميرا في يدنا طوال الوقت لذلك في البداية كان هدفي تسجيل لقطات للذكرى لأن ما حدث في تلك الفترة شيء استثنائي لم نشهده من قبل".

وأضافت: "بعد وقت اكتشفت أن المادة التي سجلتها على مدى أشهر يمكن أن تتحول إلى فيلم، فيلم يحكي عني وعن هذه التجربة، وبدأت في مرحلة المونتاج حتى خرج الفيلم للنور".

وتنتمي سارة إلى عائلة فنية كبيرة فوالدتها المنتجة والمخرجة ماريان خوري، وخالها المنتج جابي خوري، اللذان تجمعها صلة قرابة وثيقة بالمخرج الراحل يوسف شاهين.

وعن جرأتها في عرض أدق التفاصيل العائلية على الشاشة، قالت: "نحن عائلة متفتحة ولا يوجد ما نخجل منه لكن رغم ذلك شعرت بتوتر كبير أثناء العرض الأول في مهرجان الجونة أمام هذا الجمهور الكبير".

وأضافت: "لا أعرف كيف يمكن أن يستقبل كل مشاهد الفيلم لكن بالنسبة لي تحقق ما كنت أتمناه، عندي فيلم مليء بالذكريات الجميلة والوقت الرائع مع عائلتي ووالدي استطيع أن أشاهده مرات ومرات لسنين قادمة".

وتابعت قائلة: "كانت تجربة ممتعة إنسانياً ومهنياً لأنّني جربت الكثير من الحيل والألعاب فليس من السهل أن تكون أنت المصور والمخرج والمونتير في ذات الوقت وأيضا تظهر في بعض اللقطات".

وبينما تنتظر سارة نتيجة جوائز مهرجان الجونة السينمائي غداً الجمعة، يستعدّ الفيلم للانطلاق إلى محطته المقبلة في مدينة براغ في جمهورية التشيك،إذ سيشارك هناك في مهرجان سينمائي آخر.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم