السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"العراب" هو الفيلم المفضّل لأشرار العالم لكن كوبولا يؤمن بالإنسان

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
Bookmark
فرنسيس فورد كوبولا خلال تصوير "العراب".
فرنسيس فورد كوبولا خلال تصوير "العراب".
A+ A-
كان عام 2022 عام "العراب" لفرنسيس فورد كوبولا. من بين كلّ الكلاسيكيات، لم يُحتف بفيلم كما احتُفي بـ"العراب". بعد نصف قرن على عرضه الأول، عاد إلى صالات العالم ليدهشنا مجدداً بهذه الملحمة الأسرية. في مثل هذه الأيام، شاهد جيل السبعينات ما أصبح لاحقاً عملاً مرجعياً تأسيسياً لسينما المافيات والعصابات، حتى وإن لم يتخطه أي فيلم آخر في هذا المجال. في الرابع عشر من آذار من عام 1972، شهدت أميركا العرض الأول، قبل ان يصبح متاحاً للجميع بعد عشرة أيام. ألم يكن هناك أفلام تصوّر العصابات كلّ "العراب"؟ بلى، وذلك منذ فجر السينما، لكن لا أحد استطاع تجاوز الموضوع وتحليل عمق العلاقات والارتباطات والتداعيات، والارتقاء بهذا كله، كما فعله كوبولا. استعادة الفيلم في الصالات ليست فقط فرصة لاكتشافه في كامل روعته الاستيتيكية، بل مناسبة تجعلنا ندرك مدى حداثة هذه التحفة التي حلّت في المرتبة 21 ضمن لائحة "سايت أند ساوند" لأفضل مئة فيلم على الاطلاق. بالنسبة إلى جيلي الذي لم تتسنَّ له مشاهدة الفيلم في مكانه الحقيقي، أي الصالة، كانت هذه مناسبة لا تفوَّت. قصدتُ السينما أولاً وأخيراً لأرى ماذا يعني الانغماس في العتمة لأكتشف مشاهد أعرفها جيداً، وشريطا صوتيا حفظتُ كلّ لحن منه عن ظهر قلب، وهذا كله بتقنية صورة وصوت مرممة عالية الدقّة والجودة. النتيجة ان عينيي لم تفارقا الشاشة ولو حتى لثوانٍ. انفعلتُ، غضبتُ، تعاطفتُ، اندهشتُ، ضحكتُ، فقزتُ من مقعدي في أحيان، وكأنني في حضور هذه العبقرية المتناسلة من كلّ لقطة وكادر ولون، للمرة الأولى. بعد نصف قرن، لا يزال "العراب" يغوي. يغوي العين قبل أي شيء آخر. كما لو كنتَ تشاهد لوحة فتلفتك فيها تفاصيل جديدة كلّ مرة. هناك أفلام لا تحمل اعادة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم