الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

غياب مونيكا فيتّي التي كانت تحدّق في الأسرار البعيدة

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
Bookmark
مونيكا فيتّي (1931-2022).
مونيكا فيتّي (1931-2022).
A+ A-
مع رحيل مونيكا فيتّي وهي في التسعين، تطوي السينما الإيطالية واحدة من صفحاتها المجيدة. تتأمل صورها بالأسود والأبيض من أفلام أطلّت فيها بسحرها الإستثنائي، يوم كانت في بداية ثلاثيناتها، فتعي كم أصبح هذا الزمن بعيداً من حيث التاريخ، وقريباً على مستوى الذاكرة. وكأن لحظة اكتشافك لها متجمّدة في الزمن، ثابتة لا تشيخ ولا تخبو. انطلقت مونيكا فيتّي في "المغامرة" لميكل أنجلو أنتونيوني ولو انها كانت شاركت في أفلام عدة قبل ذلك الفيلم. انها بداية الستينات في أوروبا، مر نحو عقد ونصف عقد على سكوت المدافع التي أغرقت قارة في الحديد والنار، وهناك حاجة الى دم جديد ورؤية جديدة للعالم؛ شيء مختلف عن تيار "الواقعية الإيطالية الجديدة" التي جاءت بعمالقة مثل روبرتو روسيلليني وفيتوريو دي سكيا ولوكينو فيسكونتي، وهو تيار خدم نحو عقد من الزمن قبل ان يضع "أومبرتو دي" لدي سيكا حداً له.في هذا السياق الاجتماعي والسياسي والثقافي ظهر أنتونيوني. كان يكبر فيتّي بـ19 عاماً. شاهدها في مسرحية لجورج فيدو فأُعجب بها. مدح عنقها فاعتقدت انه سيتخصص في تصوير هذه المنطقة منها. لكنه صوَّر عينيها. الاكتشاف السينمائي تحوّل اكتشافاً عاطفياً، فشكّلا ثنائياً في الحياة وعلى الشاشة لعقد من الزمن. كان كلّ منهما يأتي من مكان مختلف: هو المثقّف الذي يطمح إلى احداث ثورة داخل السينما، وهي الممثّلة التي عاشت طفولة تعيسة ومعذّبة وعانت بشدة في بداياتها، فاختارت التشخيص هرباً من واقعها. تقاطعت...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم